"ألفونس دوديه".. الرجل ذو العقل الذهبي
في مثل هذا اليوم 13 مايو، ولد الكاتب الفرنسي ألفونس دوديه، الذي ارتبط اسمه بالمدرسة الطبيعية فهو كان يمزج الواقع الذي نحياه بالخيال في أعماله، لذلك كانت أعماله مميزة وفريدة، وكان هو من النوابغ الذين يعدون على الأصابع.
وُلد "دوديه" بنيم وكان أبواه فقيرين، وكانت فترة طفولته فترة صعبة وشاقة فلم يحظَ بطفولة جيدة مبهجة بل ذكراها تُقلب المواجع عليه، كما أنه لم يسلم من مضايقة أصدقائه وأساتذته بالمدرسة.
وكانت لتلك الفترة التعسة في حياته تأثير كبير عليه، يظهر ذلك في وصفه لفترة طفولته في أول رواية له تحت عنوان "يا صغيري ما اسمك (1868م)".
عُرف بلقب "ديكنز الفرنسي" لأنه كان يكتب مثل الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز، فأغلب قصصه ورواياته تدور حول الفقراء والأشخاص الذين يعانون أو الذين شردوا داخل المجتمع، تشابها الكاتبان في طريقته بتقديم صورة لطيفة حول واقع شرس، وذلك من خلال تعاملهما مع هذا الواقع بطريقة عاطفية إلى حد ما.
تميز أسلوب دودية بأنه أسلوب واضح ورشيق، ويصف الأشياء وصفًا دقيقًا وصادقًا، وأغلب قصصه تمثل الحقائق مرئية ومحسوسة، فكان لكتاباته تأثير كبير في نفوس القراء، خاصة الشباب بسب ملاحظاته الواضحة حول المجتمع وفكاهته وخياله.
واشتهر دوديه من خلال قصصه القصيرة المضحكة رسائل من طاحونتي التي نُشرت عام 1866م، وكان له العديد من الأعمال الأدبية من قصص وروايات أهمها "قصص يوم الاثنين" وهي قصص وطنية، وقصة "الرجل ذو العقل الذهبي"، ورواية "تارتارين فوق جبال الألب" التي أظهرت مغامرات شخصيته الثرثارة المضحكة والمتبجحة، هي ورواية "ترتارين تارسكون"، والعديد من الروايات الواقعية الجادة التي تحتوي على صور رائعة مستوحاة من عصره مثل رواية" سافو".
نال ألفونس دوديه العديد من الجوائز والأوسمة منها نيشان جوقة الشرف من رتبة ضابط، ووسام جوقة الشرف من رتبة فارس. وتوفي دوديه في 16 ديسمبر 1897، في كلامار بباريس، ودفن في مقبرة "بير لاشيز"، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا.