"سيدة الصعاب".. تهاني تعمل في الأجهزة الكهربائية والنجارة ببني سويف وتحلم بمشروع للإنفاق على أسرتها (صور وفيديو)
اضطرتها ظروف الحياة أن تحمل ألواح الخشب والموبيليا على كتفها، لتثبت أن السيدة المصرية بـ"100 راجل"، تستطيع أن تقوم بكافة الأدوار وتمتهن كل المهن الصعبة.
تهاني إبراهيم، “سيدة الصعاب” التي يطلق عليها أهالي قرية العجرة التابعة لمركز الفشن جنوب بني سويف، لقب ست بـ"100 راجل" لقيامها بممارسة بعض المهن التي توصف بالرجالي مثل مهنة النجارة وتصليح الأجهزة الكهربائية.
أمام منزلها الريفي القديم المتصدع، تجلس تهاني إبراهيم، أو كما تحب أن يطلق عليها “أم رامي” تنتظر الرزق المقسوم، وأمامها بعض الموبيليا التي كانت تقوم بترميمها وطلائها انتظارًا لبيعها.
تقول تهاني عبدالحميد: “واجهت صعوبات شديدة في مجال بيع الموبيليا، حيث بدأت حياتي بشراء جراكن المياه الغازية وبيعها للأهالي، ثم الخضراوات ثم الأجهزة الكهربائية وأخيرًا الأثاث والموبيليا، ولم تكن مهنة النجارة مهنة أبي أو زوجي، وإنما اتجهت إليها للإنفاق على أسرتي المكونة من 3 بنات وولدان أبنائي و5 أطفال أحفادي، وأصبحت أنا العائل الوحيدة للأسرة وليس لنا دخل ثابت نعتمد عليه”.
وتضيف: “بدأت العمل في مجال الموبيليا المستعملة منذ 30 عامًا، حيث أقوم بشراء الأثاث القديم من الأهالي وأقوم بصيانته وطلائه وبيعه مرة أخرى، ومكسبي فيها لا يتجاوز عشرات الجنيهات”، مؤكدة أن خبرتها الطويلة جعلتها تستطيع تسعير الأثاث القديم ومعرفة أنواع الأخشاب المصنوع منها ومدى حالته، مشيرةً إلى أنها تذهب إلى القرى المجاورة لشراء الموبيليا القدية وبعض الأجهزة الكهربائية والمنزلية.
وأوضحت أنها تواجه الكثير من المتاعب أثناء عملها، حيث تضطر الوقوف لفترات طويلة في الشمس الحارقة، والسفر في أي وقت لأماكن بعيدة بحثًا عن بضاعة أو موبيليا لكي تعيد تدويرها وتصنيعها ثم تقوم ببيعها، ورغم أن المكسب ضئيل إلا أنها تضطر لذلك لعدم استطاعتها ممارسة أي مهنة أخرى، كما أنها لا تملك نقودًا لكي تقوم بافتتاح أي مشروع أخر تنفق منه على أسرتها.
وأكملت: “تعرضت لخسائر فادحة بسبب الطقس السيء العام الماضي وسقوط الأمطار علي الموبيليا التي أقوم بعرضها أمام المنزل وتعرضت للتلف، وكذلك فيروس كورونا وحدوث ركود لسوق الموبيليا، كل هذا أثر عليا وجعلني أعيش في تعب ومشقة، لأني لا أريد أن أمد يدي لأي شخص”.
وأشارت إلى أنها تعشق مهنة النجارة، إلا أن الإمكانيات المادية تمنعها عن شراء الأثاث المستعمل من الأهالي، نظرًا لعدم وجود دخل مادي معها، وأن العديد من الأهالي يطلبون منها شراء الأثاث القديم لديهم، وإعادة صيانته وبيعه ولكنها لا تملك المال اللازم لشرائها.
وتحلم تهاني برأس مال يساعدها على إقامة ورشة وشراء الأثاث المستعمل وإعادة صيانته، خاصة أن تلك المنطقة يعجز الأهالي بها على شراء الأثاث الحديث.
وناشدت المسئولين مساعدتها في إقامة أي مشروع تنفق منه على أسرتها والمكونة من أبنائها وأحفادها، بالإضافة إلى إعادة بناء منزلها القديم والمتهالك.
يذكر أن السيدة تهاني قد كرمت من الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، منذ أسبوعين، في الفعالية التي نظمها فرع المجلس القومي للمرأة تحت شعار “سيدات من ذهب”، لتكريم عدد من النماذج النسائية المتميزة في عديد من المجالات المختلفة، وذلك بحضور بلال حبش نائب محافظ بني سويف، ونرمين محمود مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالمحافظة، وعضوات المجلس القومي للمرأة ببني سويف.