"لوجه الله".. أحمد المقدم شاب خصص حياته لإنقاذ الحيوانات (صور)
"شوفت كلب الجيران موجود علي السطوح، وصاحبه مش موجود ومقدرتش أوصله، وحالة الكلب الصحية، كانت سيئة جدا، فقررت إني هنزل أنقذه".. كلمات بدأ بها الشاب أحمد المقدم، الذي خصص حياته من أجل إنقاذ الحيوانات التي ضلت طريقها، حديثه مبينًا أن البداية منذ عام ونصف، حيث قرر أن يهب وقته لأعمال الخير لوجه الله.
تخرج "المقدم" في كلية الفنون الجميلة، قسم العمارة، وعند رؤيته لكلب مسكين فوق سطح منزل جاره، أثر كثيرًا عليه، حيث إن وضع الكلب كان سيئًا للغاية، لذا قرر أن يساعده، وبالفعل هذا ما حدث، ومن وقتها والشاب ينقذ الحيوانات التائهة، حتى عرفه الناس بـ "سفير الإنسانية".
ألقاب عديدة حصل عليها الشاب، فكان بين الناس "سوبر هيرو مصر"، كما لقبوه بـ"سفير الإنسانية"، نظرًا لأن إنسانيته تفوقت على كل شيء، فكان بمثابة بطل تنتظره الحيوانات المسكينة التي لا تعرف أين تذهب وماذا ستفعل.
منذ نجاح أول عملية إنقاذ، قرر المقدم أن يحمل معدات في سيارته بشكل دائم، ولأن طبيعة عمله تحتاج تلك المعدات مثل أحزمة الأمان، فكان الموضوع سهل بالنسبة له.
وعن المخاطرة بحياته، يقول:" أنا بشوف إن دي مش مخاطرة، والسبب راجع إني تدربت على ده كويس جدا، وبستخدم أدوات تأمني من السقوط، وهي موجودة بشكل دائم في عربيتي، ودي لأي حالة طوارئ سواءً إنسان أو حيوان أو مساعدة إنسانية".
تعرض المقدم لبعض المواقف السلبية من الناس، حيث يضيف لـ "القاهرة 24": الناس بتقولي مفيش حد يخاطر بحياته، عشان ينقذ حيوان، وناس تانية شايفة إني بعمل ده عشان الشو".
ورد على التعليقات التي تصل إليه قائلًا:" بالنسبة للتعليقات الإيجابية، فأنا شغل عادي جدًا، بيشوف حالة محتاجة إنقاذ ومش بيتأخر في مساعدتها، أما ردي على التعليقات السلبية، فأنا مش بخاطر بحياتي، أنا مدرب كويس جدا الحمد لله وحياة الحيوان مهمة زي حياة الإنسان".
يقوم المقدم بكل هذا "لوجه الله"، فهو معروف لدى الناس التي تهتم بالحيوانات، فكان هذا العمل بالنسبة له تطوعي، حتى أحب الاستمرار في ذلك، كما أن هناك بعض الناس الذين يعرضون عليه المساعدة، والاشتراك معه.
وعن أصعب الحالات التي أنقذها، يقول:" حالة قط العمرانية، كانت أكتر حالة صعوبة وخطورة، كانت في الأول سهلة بالنسبالي، لكن لما وصلت للسطح العمارة قابلتني مشكلة، وهي إني مش هقدر أنزل من المنور بسبب ضيقه، ووجود أسياخ الخرسانة عائق لمسافة 7 أدوار من أصل 12".
وأضاف:" البنت صاحبة القطة وقتها فقدت الأمل في إنقاذ القطة العالقة من 4 أيام بدون أكل ولا شرب، لكن أنا قررت إني هنزل وأحاول أوسع أسياخ الخرسانة وأعمل فتحة أعدي منها، وده طول مدة الإنقاذ لخمس ساعات عمل شاق".
وتابع :" العقبة الأخيرة كانت إن أقرب مكان للخروج على ارتفاع 4 طوابق، لازم أطلعها عشان أقدر أخرج، وآخر حالة إنقاذ كانت أول أمس لقط فيصل".
ووجه نصيحة للجميع: "أنا متطوع وبخاطر لأني مُدرب علي المخاطرة والتعامل مع مثل هذه المواقف، وياريت محدش يخاطر بحياته ويحاول يعمل كدة، إنقاذ حيوان حاجة مهمة بس الأفضل هو الاستعانة بمتخصص".