بعد خسارة 260 مليار دولار.. شركة التجارة الإلكترونية "علي بابا" تكافح للعودة للأرباح القياسية
أصدرت وكالة بلومبرج الاقتصادية العالمية تقريرا، عن إمكانية تجاوز شركة "علي بابا" الصينية المملوكة لرجل الأعمال الشهير جاك ما، للمشاكل والأزمات الحادة الأخيرة التي كبدتها نحو 260 مليار دولار في آخر 6 أشهر، موضحة أن شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة أعلنت عن أرباحها، اليوم الخميس، في أعقاب حملة حكومية على إمبراطورية المؤسس "جاك ما".
ويشير التقرير إلى أن "علي بابا" وافقت على غرامة قياسية قيمتها 2.8 مليار دولار فرضتها بكين، وتعهدت بتغيير بعض الممارسات التي تعدُّ مناهضة للمنافسة، ومن بينها شرط أن يبيع التاجر حصرياً على منصاتها، أو لا يبيع على الإطلاق.
كما شكر المسؤولون التنفيذيون المنظِّمين، وتعهدوا بدعم التجار، وكل ذلك في محاولة لوضع المشاكل مع المنظِّمين وراءهم.
ولفت التقرير إلى أن "علي بابا" أقامت فعالية سنوية للموظفين والعائلة، في حرمها المترامي الأطراف في هانغتشو، حيث لعب الأطفال في أحواض الكرات، ورسموا رسومات مبتكرة، في حين كان المتنكِّرون في تمائم الحيوانات الخاصة بالشركة يلتقطون الصور مع الموظفين.
واستضاف كبير المديرين التنفيذيين، دانييل تشانغ، حفل زفاف لعشرات الأزواج الشباب، وفقاً لفيديو نشرته الشركة.
وقال لهم: "بغض النظر عن الأوقات الجيدة أو التحديات، فلنتحلى بالشغف والحب، ونجعل حياتنا وعملنا أفضل".
وقد شوهد "جاك ما" يرتدي قميصاً أزرق في الاحتفالات، وفقاً للصور على الإنترنت، في ظهور نادر بعد فترة من السبات القسري خلال أسوأ مشاكل "علي بابا".
لكنَّ العديد من القضايا الرئيسية ما زالت دون حل. وما زالت شركة "آنت غروب"، الشريكة المالية لـ"علي بابا"، تتجادل مع المنظِّمين بشأن مستقبلها.
تناقش بكين كيفية تنظيم استخدام البيانات، وهو أمر أساسي لميزة "علي بابا" التنافسية، كما تدرس الحكومة ما إذا كانت ستجبر "علي بابا" على التخلي عن الأصول الإعلامية، التي دعمت علامتها التجارية، ودعمت "جاك ما".
وخسرت "علي بابا" حوالي 260 مليار دولار من قيمتها في آخر 6 أشهر، بعد ارتفاعها إلى مستوى قياسي في أواخر أكتوبر.
وارتفعت أسهمها في هونغ كونغ بنسبة 4.4% خلال جلسة يوم الأربعاء، لتتقلَّص الخسائر منذ إعلان الغرامة إلى حوالي 1%.
وعلى صعيد نتائج الأعمال، حقَّقت مجموعة "علي بابا" أوَّل خسائر فصلية منذ عام 2012، مُسجلةً 5.5 مليار يوان (836 مليون دولار) كخسائر صافية للربع الرابع من عامها المالي المنتهي في 31 مارس 2021. ويعود ذلك بشكلٍ أساسي إلى دفع "علي بابا" غرامةً قدرها 2.8 مليار دولار للجهات التنظيمية الصينية.
إلاّ أنَّ إيرادات "علي بابا" في الربع الرابع تخطَّت التوقُّعات، فقد حقَّقت المجموعة الصينية العملاقة عائداتٍ بلغت 187.4 مليار يوان (29 مليار دولار) في الربع الرابع، في حين كانت توقُّعات المحللين قد قدَّرت عائدات الفترة بـ180.4 مليار يوان.
وبذلك، بلغت عائدات العام المالي بكامله أكثر من 930 مليار يوان (144 مليار دولار)، في حين كانت التقديرات تُشير إلى 923.5 مليار.
أمَّا أرباح "علي بابا" للعام المالي، قبل خصم الفائدة، والضرائب، والإهلاك، واستهلاك الدين، فبلغت 29.9 مليار يوان، مقابل تقديرات كانت تُشير إلى 35.91 مليار يوان.
تجدر الإشارة إلى أنَّ "علي بابا" حقَّقت إنجازاً تاريخياً خلال الربع الأخير، تمثَّل بالوصول إلى مليار مستهلك نشط سنوياً على مستوى العالم.