الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مطران القدس: إسرائيل تتبع سياسات التطهير العرقي ولن نرفع الراية البيضاء.. والقدس عاصمتنا لا تفريط فيها (حوار)

 مطران القدس عطا
سياسة
مطران القدس عطا الله حنا
الجمعة 14/مايو/2021 - 05:51 م

يعيش الشعب الفلسطيني لحظات مريرة بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبنائه، حيث يريد الصهاينة طرد أهالي فلسطين من منازلهم من أجل وضع مستوطنين بها، وتعدّ تلك أحد خطوات الكيان الصهيوني لتهويد القدس.

وقد خرج الآلاف من الشعب الفلسطيني، ليقف ضد تلك الممارسات الغاشمة التي تنال من أبنائه يوميًّا من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وفى هذا الصدد، حاور “القاهرة 24”، مطران القدس عطا الله حنا، حول ما يحدث في فلسطين عامة، وحي الشيخ جراح خاصة والمبادرات التي تقوم بها مصر من أجل وقف تلك الممارسات.

 إلى نص الحوار
 

- بداية.. كيف ترى العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهالي غزة.. وما هي رسالتكم للشعب الفلسطيني وللعالم حيال كل ما يجري؟

نعم هنالك عدوان إسرائيلي غاشم على أهلنا في قطاع غزة، وطبعًا القطاع تعرض في الماضي لاعتداءات متكررة ومتواصلة، ناهيك عن الحصار الظالم الذي يتعرض له القطاع الحبيب.

ونحن من رحاب مدينة القدس نبعث برسالة الوفاء والتضامن والمحبة مع أخواتنا في القطاع، حيث هناك أكبر سجن في العالم به أكثر من مليونين نسمة يعيشون في ظل أوضاع مأساوية.

أما القدس فهي عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة مقدساتنا وهى المدينة التي تسعى سلطات الاحتلال الغاشم إلى سرقتها من أهلها والنيل من مقدساتها وأوقافها الإسلامية كانت أو المسيحية.

ولكن القدس قالت كلمتها وأبناء القدس وقفوا في الميدان متصدرين لسياسات الاحتلال ومؤكدين أنه لا تنازل عن القدس ولا تنازل عن المقدسات ولا يمكننا كفلسطين وكمقدسين بشكل خاص أن نقبل بالاقتحامات والممارسات والسياسات العنصرية في المدينة المقدسة.


كما أن رسالة القدس كانت وستبقى رسالة الرباط والصمود والإباء والتشبث بالأرض والهوية وأن كل ما جرى في الأيام الماضية إنما يندرج في إطار صمود وانتماء فلسطيني أصيل لهذه الأرض.


وأنا خلال زيارتي للمستشفيات تفقدت أبناءنا المصابين شاهدت هناك جراح وآلام مبرحه ولكنى شاهدت أيضا شموخ ومعنويات مرتفعة وإرادة صلبة في التمسك بهذه الأرض، وهذا هو الشعب الفلسطيني الرافض دوما لفكرة الاستسلام.


فلن يحدث أبدا أن نرفع الراية البيضاء هذا ليس في قاموسنا هذا لن يحدث، ومهما طال الزمن أو قصر سينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه.


 مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار


- هناك أنباء عن مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار والحديث عن هدنة، وأبدى عدد من الدول من بينها فرنسا تأييدها في حين نفت إسرائيل وجودها.. فكيف ترى ذلك؟


 نحن ننظر إلى جمهورية مصر العربية وقيادتها السياسية بعين الاحترام والمودة والأخوة ذلك لأن مصر تاريخيًّا وقفت دومًا إلى جانب القضية الفلسطينية وإلى جانب الشعب الفلسطيني.


ونحن واثقون أن مصر قيادة وشعبًا لن تتخدر جهدًا في الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني وفى اتخاذ الإجراءات والمبادرات الهادفة إلى وضع حد لسياسات العدوان التي يتعرض لها شعبنا في فلسطين سواء كان ذلك في القدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة.


والفلسطينيون كلهم في أي مكان كانوا فيه كلهم ينتمون إلى شعب واحد وقضية واحدة ونحن ننظر بعين الاعتبار إلى مصر ودورها التي كانت دائما على موعدها تجاه قضية فلسطين العادلة.
 


تهويد القدس
 

 


- حي الشيخ جراح جزء من مشروع كبير لتهويد القدس.. كيف برأيك يمكن إفشال هذا المخطط.. وعلى ماذا يراهن الفلسطيني لمواجهته؟


إن ما يحدث في الشيخ جراح إنما هي سياسة تطهير عرقي بكل ما تعنيه الكلمة من معان وما يحدث هناك يحدث أيضاً في سلوان يحدث في عدد من أحياء القدس وداخل البلدة القديمة، حيث إن السلطات الاحتلالية الغاشمة تريدنا كفلسطينيين أن نتحول في القدس إلى أقلية وهذا غير حقيقي على الأرض  فالقدس عاصمة فلسطين وحاضنة أهم مقدساتهم.


وهناك سياسية تطهير عرقي وتهميش للحضور الفلسطيني في القدس بالتوازي مع استهداف المؤسسات الوطنية لكل ما هو فلسطيني ولكل ما هو إسلامي أو مسيحي في القدس.


ولكن في المقابل هنالك صمود هناك شموخ وتمسك بالأرض والهوية، حيث أن المقدسيون يثبتون يوما بعد يوم أنهم جديرون بالاحترام والتقدير لأنهم وبالرغم من تواضع إمكاناتهم وبالرغم من كل ما يتعرضون له من مضايقات وابتزازات فإنهم في الميدان صامدون ومدافعون عن قدسهم ومقدساتهم وأوقافهم.


كما أن حي الشيخ جراح أصبح رمزًا من رموز المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القدس بسبب ما يتعرض له، حيث أن سكانه هم أصلا نكبوا عام 48 وهجروا وأتوا إلى هذا الحى وسكنوا فيه منذ ذلك والاحتلال كأنه يسعى إلى نكبة جديدة.


إنهاء هذا العدوان


ونحن لن نصمت ولن نكون مكتوفي الأيدي وسنقف إلى جوار أهلنا في الشيخ جراح وسنفشل هذا المشروع العنصري في هذا الحى المقدسي الفلسطيني الأصيل.

- هل تحدثتم مع أيٍّ من القيادات الدينية أو الروحية في العالم من أجل إنهاء هذا العدوان؟

منذ أن بدأت قضية الشيخ جراح ونحن نتواصل مع مرجعيات حقوقية ودينية في مختلف أنحاء العالم، وهناك تفاعل كبير تحولت بسببه قضية الشيخ جراح إلى قضية رأي عام دولي.

ونحن غدًا سنتوجه إلى حي الشيخ جراح وسيكون هناك وفد من كل الكنائس المسيحية في القدس لكى نلتقي مع أهالي الحي، وأنا أزورهم بشكل دائم ودوري وألتقي معهم، وهناك صداقة وعلاقة ودية تربطني بالأهالي منذ سنوات طويلة، ولذلك ما يتعرضون له يؤلمني في الصميم.

ونسأل الله أن يوفقنا وأن يوفق كل المساعي الطيبة الحميدة التي تقوم بها أطراف متعددة من أجل إفشال مشروع الترحيل القسري والتطهير العرقي في حي الشيخ جراح وفى غيره من أحياء القدس.

 رسالتكم إلى القيادة والشعب المصري
 



كيف تنظر إلى الدور المصري في الأزمة.. وما هي رسالتكم إلى القيادة والشعب المصري؟

من رحاب مدينة القدس نبعث بتحياتنا ووفائنا وتقديرنا إلى القيادة المصرية ممثلة في فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته الرشيدة.

كما نتقدم بتحية خاصة إلى الشعب المصري الذي نجد منه دائما كل الدعم والوفاء إلى فلسطين وقضاياها العادلة وبخاصة القدس، نحن أوفياء لمصر وننظر دائما بعين التقدير إلى دورها الذى نرحب به دائما ونثق به.

تابع مواقعنا