قصص وروايات.. التاريخ الإنساني للسد العالي
في مثل هذا اليوم 16 مايو، شهدت مصر انتهاء الجزء الأول من بناء السد العالي، الذي يعد من أهم المشاريع التي قامت مصر بها، وعلى الرغم من أهمية السد العالي الكبيرة في بلدنا من توفير الطاقة والماء وحمايتنا من الفيضان فإن مكانته المميزة عند المصريين نابعة من كونه بناء بُني بسواعد ودماء مصرية.
نرشح لك... كتاب "التاريخ الإنساني للسد العالي"، الذي كتبه الروائي الجنوبي يوسف فاخوري، الذي سلط الضوء على من قاموا ببناء السد وقصصهم وما تعرضوا له من حوادث، وكان اهتمامه الأساسي بتسجيل الأحاسيس والعلاقات التي تربط بين العمال والسد.
وكتب الفاخوري هذا الكتاب من على لسان العمال الذين أخذوا يقصوا ما واجهه من مصاعب، وكيف استطاعوا من فهم الخبراء الروسيين والتعامل معهم بالرغم من عدم معرفتهم بالقراءة والكتابة، وكيف تحولت حياتهم من مزارع إلى ابن المدينة.
كما تطرق العمال أثناء حديثهم عن الرئيس الراحل أنور السادات، ووصفوا كيف هاجوا وثاروا عندما علموا بتنحيه عن الحكم، وحزنهم وبكاءهم يوم وفاته.
ووصفوا موقع العمل بأنه كان مثل أرض أسوان مساحة واسعة وكبيرة جدًا، وقال أحد العمال "كان كوكب تاني عبارة عن ناس زي النمل متعرفش ده بيشتغل إيه وكله شغال".
أما عن الحوادث التي تعرضوا لها فهي كثيرة، منها من سببت بالإصابة ومنها من أدت للوفاة، وكان تفسير العمال لتلك الحوادث أنهم بلا خبرة وتلك المرة الأولى لهم في ذلك العمل، وقال أحد العمال "العامل كان أول ما يسمع صفارة الإنذار يروح المسكين يستخبى ورا الحجر اللي هينفجر، أو يستخبى في جردل الكراكة التي هتقع عليه الحجارة"، وكانت الحملة الشهيرة التي تتردد في الموقع "المرحوم كان غلطان".