من زي تقليدي لرمز الكفاح والنضال.. الكوفية الفلسطينية ومسارات التطور (صور)
لطالما ارتبط النضال الفلسطيني بالعديد من الرموز والتي أبرزها الكوفية الفلسطينية، وكانت إما أن توضع على الصدر أو تستخدم مع عقال كـ"غطاء للرأس". وأعادت قرارات قضائيةِ الاحتلال الإسرائيلية، في الأيام الماضية، بإخلاء بعض من منازل حي الشيخ جراح، من سكانها الفلسطينيين، لصالح جماعات استيطانية إسرائيلية، وردود الفعل الواسعة من قبل السكان الأصليين، والتي هز صداها العالم أجمع؛ إلى أذهاننا مشهد الانتفاضتين الأولى والثانية، اللتين جمعهما رمز مشترك واحد وهو الكوفية.
وكانت الكوفية تراثًا وزيًّا فلسطينيًّا خالصًا ذا رمز وطني، وتجاوز استخدامها المنطقة العربية، واكتسبت شعبية بين الناشطين المتضامنين مع الفلسطينيين في الصراع مع "الكيان الصهيوني المحتل"، وبين ناشطي اليسار الأممي عموما، واتخذت الكوفية الفلسطينية عدة أشكال وأنماط منها المغزول يدويًا ومنها المصنع ولكنها اتسمت باللون الأسود.
وتحول ارتداء الكوفية من محض غطاء للرأس منتشر في المناطق الريفية والبدوية في المشرق العربي إلى رمز للمقاومة السياسية أثناء ثورة فلسطين والتي استمرت على مدار 3 سنوات من عام 1936 / 1939 والتي لعب فيها الريف الفلسطيني دورًا مهمًّا، فقرر زعماء الثورة الفلسطينية لأسباب رمزية سياسية وتكتيكية توحيد لباس الرأس عند الفلسطينيين فنادوا بلبس الكوفية والعقال لرجال فلسطين حتى يتعذر على سلطات الانتداب البريطانية تمييز الثوار واعتقالهم، وفي هذه المرحلة تم استغني بشكل واسع عن العمامة والطربوش، وذلك لأن الشباب والمتطوعين الفدائيين الذين كانوا يقاومون العصابات الصهيونية المغتصبة في هذا الوقت كانوا يستخدمونها كغطاء للوجه كي لا يكشفون.
وفي هذا الإطار وحرص الزعيم الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" وقيادات الثورة الفلسطينية على الظهور بها، وأصبحت الكوفية مع الوقت جزء من الذاكرة البصرية المرتبطة بنضال الشعب الفلسطيني، حيث ارتداها الفدائيون والمتظاهرون داخل فلسطين وخارجها، وانتشرت في ملصقات التضامن مع الشعب الفلسطيني التي قد تكون صورة المناضلة الفلسطينية "ليلى خالد" أشهرها، إذ انتشرت في الصحافة العالمية بعد عمليتي اختطاف الطائرتين وتظهر فيها “ليلى خالد” متوشحة بالكوفية وتحمل بندقية.
وكان هناك العديد من المنشورات تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين، مفسرين فيها رموز الوشاح، والذي كان مستمدًّا من البيئة المحيطة بهم، وتضمن ورق الزيتون والذي يمثل القوة والصمود، وشبكة الصيد التي توضح العلاقة القوية والارتباط الشديد بين البحار الفلسطيني والبحر، والطريق الذي يمثل ملتقى القوافل التجارية والثقافات المختلفة عبر العصور.
وجاءت تلك التوضيحات عقب الموجة الأخيرة من الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الفلسطينيين في حي "الشيخ جراح" و"قطاع غزة" عقب رد المقاومة الفلسطينية بجناحتها المسلحة على الكيان الصهيوني بوابل من الصواريخ.
جدير بالذكر أن القبائل الهاشمية والتي تنحدر من أصول أردنية كانت ترتدي الأوشحة المرقطة باللون الأحمر على خلفية بيضاء كزيّ الفيلق العربي في شرق الأردن كعلامة للتمييز.