سلاح ذو حدين.. انقسام بين جماهير الأهلي حول فلسفة موسيماني
لا صوت يعلو داخل النادي الأهلي خلال الفترة الحالية، سوى ضرورة تجاوز هذه المرحلة الحرجة، دون التعرض لخسائر جديدة على مستوى الإصابات، بعدما اقترب عدد لا بأس به من نجوم الفريق الأول للكرة بالقلعة الحمراء من العودة للمشاركة في التدريبات الجماعية.
وبات الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني لفريق الكرة بالأهلي، يتبع فلسفة خاصة من أجل قيادة المارد الأحمر لتحقيق سلسلة من الانتصارات، والوصول إلى الأدوار المقبلة من دوري أبطال إفريقيا.
موسيماني ليس محظوظًا لِما يمر به فريق الكرة من ضغوطات كبيرة، فالمارد الأحمر يتطلع لمواصلة المشوار الإفريقي، وتخطي عقبة صن داونز الجنوب إفريقي، ليطير بعدها إلى الدوحة في رحلة الهدف منها العودة بكأس السوبر الإفريقي، في مباراة ستجمعه مع نهضة بركان المغربي، يوم 28 مايو المقبل.
"القاهرة 24" يستعرض لقرائه أركان فلسفة موسيماني، التي اعتمدها مؤخرًا بعدما ضربت الإصابات خطوط الأهلي، خاصة أن الفريق ينافس على أكثر من بطولة في آن واحد، وذلك على النحو التالي:-
الفوز بأقل مجهود ممكن
“اللعب على الواقف” كما يطلق عليها محللو الكرة، حيث أصبح موسيماني خلال الفترة الأخيرة يعتمد على بذل أقل مجهود ممكن، وهو السر وراء استغناء الأهلي عن الاستحواذ في مبارياته الأخيرة، رغم أن موسيماني منذ قدومه، وهو يعتاد على خطف الاستحواذ من الخصم.
موسيماني في موقف لا يحسد عليه، الموسم بدأ مضغوطًا أكثر من أي وقت مضى، مباراة كل 3 أيام في الدوري المصري، وخوض مباراة القمة ضد الزمالك، قبل أيام قليلة من مواجهة صن داونز الأخيرة، لقد أصبح كل لاعب ضمن صفوف فريق الكرة بالأهلي مهددًا بالغياب في أي وقت لمعاناته من إجهاد عام.
موسيماني وجد في هذه الطريقة المفر الوحيد خلال الفترة الحالية، فترك الاستحواذ للمصري البورسعيدي وخطف الفوز بثنائية محمد شريف، كما ترك الكرة ونصف الملعب للزمالك، وخرج بتعادل ثمين، وأخيرًا ترك حرية التصرف بالكرة لصن داونز، دون أن يسمح لهم بالاقتراب من منطقة الجزاء إلا في بعض الفرص التي نتجت عن أخطاء في التغطية، ولكنها وجدت محمد الشناوي في انتظارها، ليحقق فوزًا مهمًا بثنائية بيضاء.
المهارات الفردية
موسيماني عندما قرر الاعتماد على الفوز من أقل مجهود، اتجه للدفع بأصحاب القدرات الفردية، لخطف المباريات من أنصاف الفرص، ونجحت المخاطرة من خلال هدف رائع أحرزه صلاح محسن بعد مراوغة محمد عواد حارس مرمى فريق الكرة بالزمالك.
طاهر محمد طاهر هو الآخر تصدر المشهد في مباراة صن داونز الأخيرة، بعدما خطف هدفًا من تصويبة بعيدة المدى، سكنت شباك العملاق دينيس أونيانجو، ولكن مغامرة موسيماني تعتمد على التوفيق أولًا!
غابت الجماعية
يبدو أن الإرهاق الذي أصاب أغلبية لاعبي فريق الكرة بالأهلي نال من جماعية الفريق داخل المستطيل الأخضر، فأصبح الاعتماد بشكل ملحوظ على الكرات الطولية التي تكون من نصيب مدافعي الخصم.
المالي أليو ديانج قاد منتصف ملعب الأهلي بمفرده أمام صن داونز، اختفاء عمرو السولية وراء الكرات الطولية، وصعوبة تحرر محمد مجدي أفشة أمام الضغط المتقدم، أفقدا المارد الأحمر القدرة على بناء الهجمات من الخلف كالمعتاد.
هل تتناسب فلسفة موسيماني مع هوية الأهلي؟
تباينت آراء مشجعي الأهلي خلال الفترة الأخيرة بشأن هذه الفلسفة القاتلة التي إن لم يحالفها التوفيق، ستؤدي إلى خسارة المباراة، خاصة أنها تعتمد على الكرات المرتدة وترك الاستحواذ للمنافس.
بعض الجماهير ترى أن الأهلي لا يقدم عروضًا ممتعة، ويحقق انتصارات لا طعم لها، والبعض الآخر يدافع عن فلسفة موسيماني، ويرى أنها الأنسب من أجل تخطي الفترة الحالية بأقل خسائر ممكنة.
وحقيقة الأمر أن وجهتي النظر يعكسان الواقع.. موسيماني ربما وجد نفسه مجبرًا على ترك الاستحواذ والاعتماد على المهارات الفردية والسرعات لاستغلال الهجمات المرتدة، ولكن فريق الكرة يقدم مستويات تتنافى مع هوية الأهلي المعروفة عنه، من خلال الاعتماد على الطريقة الدفاعية، ومحاولة مباغتة الخصوم.