وجع البعد وخطر الوباء.. كيف يعيش المصريون بالهند وسط تدهور الوضع الوبائي بالبلاد؟
لا تزال الهند تعاني من الوضع الوبائي السيئ، بسبب اجتياح السلالة المتحورة من فيروس كورونا، مما أدى إلى ارتفاع هائل في معدل الإصابات والوفيات في البلاد، ولكن هناك هامش آخر من الشعب الهندي يصارع في تلك المعركة الوبائية، وهم الجالية المصرية هناك، وبالأخص الدراسون، الذين توقفت حياتهم عند تلك النقطة المؤلمة.
يقول إسلام حسام، البالغ من العمر 27 عامًا، والمقيم في الهند لاستكمال دراسته، إنه بدأ الدراسة مباشرة بعد السفر تمامًا إلى الهند في أغسطس 2019، حتى أواخر فبراير 2020، وبدأت الأحداث الوبائية في الهند، أول مارس 2020، حيث تم فرض حظر لمدة أسبوعين، بالإضافة إلى تعليق الدراسة.
وأضاف في تصريحات لـ"القاهرة 24": "كان الوضع مريبًا بالنسبة للطلاب المصريين آنذاك، لأن جميع الطلاب الهنود ذهبوا إلى منازلهم، ولكن الطلاب الأجانب ظلوا في المدينة الجامعية بدون عمال أو موظفين، مما زاد الأمر سوءًا".
وأوضح أنه لم يتمكنوا من إحضار الطعام من خارج المدينة، خلال وقت الحظر الذي دام لشهرين على التوالي، مردفًا: "مكان في صاحب لينا هندي هو اللي يجيب لنا الأكل للمدينة".
وأردف: "تم إعادة فرض إغلاق كامل على البلاد، نظرًا لتدهور الوضع الوبائي في البلاد، نتيجة تفشي السلالة الهندية الجديدة، في أعداد كبيرة من الطلاب والمشرفين في المدينة ماتوا بعد إصابتهم بالفيروس".
واختتم إسلام الحديث: "نفسي أخلص دراستي وأرجع تاني مصر".
بدوره، قالت مونيكا حبيب، التي تبلغ من العمر 30 عامًا، وتقيم في "نيودلهي" لاستكمال دراسة الماجستير الخاصة بها، إن السفارة المصرية كانت على تواصل مع الطلاب المصريين في الهند منذ اللحظة الأولى من بداية انتشار فيروس كورونا.
واستكملت: "كنت في بداية الأمر أشعر بالقلق الشديد وأرغب في الرجوع إلى مصر، ولكن السفارة قد رشحت لنا البقاء في الهند، آمانًا لنا، ولم نواجه الكثير من المصاعب أثناء الجائحة"، مشيرة إلى توافر الأطعمة والأدوية وأدوات التعقيم.
وتابعت مونيكا: "حصلتُ على اللقاح الخاص بالفيروس في أول الشهر الجاري، واستمعت بصحة جيدة. أتمنى نيودلهي تفتح أبوابها تاني عشان أخلص دراستي وأرجع مصر قريب".
فيما بينت سلمى هشام، البالغة من العمر 21 عامًا، ومقيمة بالهند لدراسة هندسة الميكانيكا: "رجعت مصر في شهر يوليو 2020، عشان الوضع الوبائي في الهند كان سيئ جدًا، وفضلت في مصر 6 أشهر، لكن رجعت الهند تاني عشان أكمل دراستي".
وبينت: "عندما عدت مرة أخرى إلى الهند بدأت الدراسة بشكل طبيعي، ولم يكن هناك أي مؤشرات للخطر، وفجأة دون سابق إنذار بدأت أعداد المصابين بفيروس كورونا في الهند في ازدياد غريب ومرعب، ويرجع هذا الأمر بسبب المعدل السكاني المرتفع، مع انتشار السلالة الهندية المتحورة من الفيروس التاجي".