المؤرخ الفني محمد شوقي يكتب: السادات عظمه وأم كلثوم نادته بـ"سمورة"
يغيب عنا أحد أهم صناع الضحك والسعادة في حياتنا سمير غانم المضحكاتي الذي أسهم في سعادة الملايين من الوطن العربي.
سمير غانم الذي ملأ حياتنا بهجة وضحكًا وسعادة من خلال عشرات الأعمال الفنية سواء في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة والحفلات، حتى مجرد ظهوره في أي برنامج أو إعلان كان يبعث في نفوسنا الضحك والسعادة.
سمير غانم كان له طعم مختلف في الكوميديا والضحك وهو ملك الارتجال في العالم كما أجمع على ذلك الجمهور والنقاد، فكان ظهور سمير غانم في الستينيات غاية في الصعوبة وسط كوكبة من أهم نجوم الكوميديا مثل فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وعبد المنعم إبراهيم وأمين الهنيدي ومحمد عوض.
ولكن كوميديا سمير غانم كانت مختلفة ولها مذاق خاص حتى لفتت إليه أنظار الجميع خاصةً الشخصيات المهمة في مصر والوطن العربي.
ومن الجدير بالذكر أن السيدة أم كلثوم اتصلت بالتليفزيون المصري تطلب إذاعة أي عمل فيه سمير غانم، وبالفعل تم تلبية رغبة أم كلثوم في إذاعة إحدى مسرحياته.
وفي أحد ليالي أضواء المدينة التي كانت تقدمها الإذاعة المصرية في الستينيات كانت السيدة أم كلثوم من ضمن ضيوف الحفل، وكانت هناك فقرة فنية لثلاثي أضواء المسرح، وعندما شاهدت أم كلثوم هذه الفقرة وضحكت وسمع صوت ضحكها الجمهور والثلاثي؛ طلبت أن تلتقي بهم وعندما سلمت على سمير غانم نادته بـ"سمورة" حتى شعر الجميع بالفرحة بهذا اللقب الذي أصبح ملازمًا لسمير غانم حتى وفاته.
ومن الأشياء التي لا تُنسى لسمير غانم وفرقة الثلاثي أنهم تطوعوا لتقديم حفلات لتسليح الجيش المصري عقب هزيمة يونيو وتبرعوا بأجرهم و أجر الفرقة الموسيقية أيضاً للمجهود الحربي بل وذهبوا إلى الجبهة لتقديم حفلات ترويحية لرفع الروح المعنوية لأفراد الجيش المصري وكل ذلك تطوعاً و بدون تقاضي أي أجر.
ويذكر أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات طلب سمير غانم بالاسم في أحد مناسباته الخاصة وعندما رآه قام له وقاله "أنت اختراع يا سمير".
ويذكر أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عندما شاهده في فوازير رمضان يقوم بتقليد الفنانين وكانت حلقة تقليد الموسيقار محمد عبد الوهاب من فيلمه ممنوع الحب فضحك عبد الوهاب واتصل به هاتفياً ليشرب معه الشاي في منزله بعد ما أضحكه علي نفسه.
وعندما سئلت السيدة فاتن حمامه عن سمير غانم أجابت: "سمير غانم بيتميز عن غيره أنه مش بيضحك بس لا ده بينسي الواحد كان بيفكر في إيه".
غاب سمير غانم ولم ولن تغيب ضحكته وبهجته وطلته في قلوب 400 مليون مواطن عربي.