أمين مفتاح كنيسة القيامة لـ"القاهرة 24": مطالبنا مشروعة وأهمها عدم المساس بالحرم القدسي الشريف (صور)
لعبت الوساطة المصرية دورًا مهمًّا ومحوريًا في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، وذلك بعد 11 يوما من تصعيد عسكري يعتبر الأعنف منذ عام 2014 ، حيث عمت الاحتفالات في الأراضي الفلسطينية، وعلت التكبيرات المساجد في مدينة القدس احتفالا بالنصر، ومن القدس التقى “القاهرة 24” بأمين مفتاح كنيسة القيامة والختم المقدس أديب جودة الحسيني، والذي بدأ حديثه باستنكاره لما يحدث في غزة عامة وفي القدس خاصة.
الشرارة الأولى
وقال أديب الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة والختم المقدس، إن الشرارة بدأت عندما بدأ الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى إما عن طريق السماح لقطعان المستوطنين إلى المسجد الأقصى ومنع المصليين من الدخول إلى المسجد الأقصى في رمضان، أو اقتحامات المسجد الأقصى والاعتداء بشراسة على المصليين وانتهاك حرمة المساجد وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع ودخول قوات الاحتلال إلى داخل المساجد.
وفي نفس الوقت أيضا خطط الاحتلال لتفريغ حي الشيخ جراح في القدس من سكانها الـ28عائلة مدعية ادعاءات باطلة أن حي الشيخ جراح هو يهودي، وليس فلسطيني، كل هذه الاعتداءات كانت الشرارة التي اندلعت واشتعل فيها الشارع الفلسطيني من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى غرب فلسطين ثم وبدأ الاعتداء الاثم والغاشم على غزة.
الثقة في الوساطة المصرية
وأكد "الحسيني"، نحن كلنا ثقة بالمسئولين المصريين الذين تولوا الوساطة لوقف إطلاق النار والتوصل لحل سلمي، ونحن نشكر الرئيس السيسي والحكومة المصرية والشعب المصري على الدعم المادي وعلى الوساطة المباركة وعلى الدعم المعنوي من قبل إخواننا المصريين، فنحن طبعا لا ننسى بأن فلسطين ترابها معجون بدم الشهداء المصريين والذين ضحوا بأنفسهم من اجل تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وما زالت قبور شهداء الجنود المصريين منتشرة في فلسطين.
انتفاضة الأقصى والشيخ جراح 2021
وتابع “الحسيني” في حديثه حول أهالي الشيخ جراح، أنهم ما زالوا قابعين في بيوتهم ينتابهم الخوف الشديد، يخافون من الخروج من بيوتهم لشراء المستلزمات الحياتية خوفًا من استغلال خروجهم والانقضاض على البيوت وسلبها، كما أنه بالطبع هناك تجمهرات من المئات من الشبان والشابات في منطقة الشيخ جراح للمحافظة على البيوت، ويتم الاعتداء على المتضامنين من قبل المستوطنين ومن قبل قوات الاحتلال ويتم اعتقالهم والاعتداء الجسدي عليهم.
وأوضح "الحسيني"، قائلا "نحن لنا مطالب ومطالب شرعية أهمها عدم المساس بقدسية الحرم القدسي الشريف، فالحرم القدسي الشريف هو مكان العبادة للمسلمين فقط ولا يشاركنا به أي ديانة أخرى، ومن مطالبنا أيضًا هو عدم المساس بعقارات الشيخ جراح هذا الحي هو حي فلسطيني بحت وشهدت المملكة الأردنية الهاشمية على هذا الأمر".
وأضاف “الحسيني”، أن هناك العديد من المطالب جميعها بيد المقاومة وهي الجهة الوحيدة المخولة بالإفصاح عنها كما ذكر منذ شهر تقريبا، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال تستعرض عضلاتها على الفلسطينيين، في بداية الأمر قامت بالاعتداء على الحجاج المسيحيين المحتفلين بعيد الفصح المجيد، قامت بالاعتداء على الرهبان والراهبات ومنعتهم من الوصول الامن لكنيسة القيامة لحضور صلوات يوم سبت النور المقدس لدى الطوائف المسيحية.
كما قامت بالاعتداء على الحجاج بالضرب المبرح، وبعدها بأيام وعند حلول شهر رمضان المبارك انتقلت بالتنكيل بالمصليين المسلمين ومنعهم من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى المبارك وقامت باعتراض حافلات المصليين المسلمين والذين جاءوا من شمال البلاد لإحياء ليلة القدر والتي تعد من اقدس أيام شهر رمضان المبارك فما كان من المسنين من رجال ونساء وأطفال إلا النزول من الحافلات والتي اعترضتها قوات الاحتلال والسير على الاقدام مسافات طويله للوصول الى المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر.
هنا هبت مدينة القدس بشبابها ونساءها وما كان منهم الا الوصول بسياراتهم واغلاق الشارع الرئيسي والذي يربط القدس بمدينة تل أبيب وهو الشريان الرئيسي لدولة الاحتلال قام الشبان بإغلاق الشارع وتعطيل حركة السير فيه وتم نقل جميع المصليين بمركباتهم الى القدس، وهذه الهبه أصابت قوات الاحتلال بالجنون، فلم تتوقع هبة المقدسيين لمساعدة إخوانهم ونقلهم بمركباتهم الشخصية، وليس بغريب عليهم هذه النخوة وهذا التصرف فالمقدسيين هم صناع المستحيل، وأشار الحسيني أنه أطلق على ما حدث في القدس بـ "انتفاضة الأقصى والشيخ جراح 2021".
وقف اطلاق النار
وواصل “الحسيني” عن قرار وقف إطلاق النار وأجواء الاحتفالات التي عمت الأراضي الفلسطينية، قائلاً أنه بالتأكيد شعور لا يوصف، إذ إن الشعب الفلسطيني منذ بداية نشر الخبر وهو يحتفل بهذا الانتصار حيث خرج المقدسيين بالآلاف في الشوارع يهتفون لغزة وللنصر المبارك وحتى بعد انتهاء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك احتفل جميع المصلين والذين كانت أعدادهم كبيرة جدًّا بالاحتفال في ساحة المسجد الأقصى المبارك مرددين عبارات النصر والإشادة بالجهود المقاومة.
وبالتأكيد نحن كمسلمين وكفلسطينيين نفرح عندما لا يتمكن المستوطنون من الدخول إلى باحات المسجد الأقصى وتدنيسه هذا المنع طبعا جاء خوفا من ثوار مدينة القدس ومن المقاومة في غزة وهذا طبعا شيء يشرح الصدور لكن هناك نقطة مهمة علينا أن لا نتجاهلها بأننا نتعامل مع شعب تغمره الكراهية وفي نفس الوقت يتفننوا بالخباثة، ونحن نتمنى بأن تكون ضربات المقاومة قد أوجعت هؤلاء المستوطنين لكن برأيي سيكون هناك اقتحام للمستوطنين وقوات الاحتلال إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، وفي هذه الأثناء وأنا أقوم بالرد على أسألتك تقوم قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين وهذا أكبر دليل على أن الاحتلال يتفنن بالخباثة ولن يقوم بالالتزام بالمعاهدات التي يتم نشرها من قبل جميع الأطراف.
وأكمل الحسيني، بالنسبة لسؤالك هل أصبحت المقاومة الفلسطينية جزء من معادلة الردع في القدس والأقصى نستطيع أن نقول بأن المقاومة قد بثت الرعب في قلوب المحتل لكن نعود لبداية النقطة والتي تقول بأننا نواجه عدو شرس يتفنن بالمكائد ويكمن الحقد والبغضاء في قلبه.