نعيد نشر الحلقة الأولى من حوار نجل الجاسوسة انشراح موسى قبل وفاته
توفي رافيل بن ديفيد نجل الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى في الساعات الأولى من صباح اليوم، إثر إصابته بمرض السرطان منذ عدة أسابيع.
وكان "القاهرة 24" أجرى حوارًا مع رافيل على عدة أجزاء، ونشرت منه الحلقة الأولى منذ شهرين، حيث روى فيها تفاصيل تعامل والديه مع الكيان الصهيوني أثناء وبعد نكسة 1967، حيث نقوم بإعادة نشرها مرة أخرى بعد وفاة نجل الجاسوسة.
واليكم نص الحوار..
بدايةً.. انتشرت أسماء كثيرة لأفراد الأسرة، نريد معرفة ما الأسماء الحقيقة لكم جميعًا؟
أولا هناك من ينطق اسم والدتي خطأ فهي اسمها انشراح علي مرسي وليس موسى، ومن مواليد عام 1937 بمحافظة المنيا، أما الوالد فيدعى إبراهيم شاهين، ونحن ثلاثة أبناء “عادل ونبيل ومحمد”.
وماذا عن أسمائكم العبرية بعد خروجكم من مصر والعيش في دولة الاحتلال الإسرائيلي واعتناقكم اليهودية؟
والدي كان يدعى بن ديفيد، وهو الاسم المستعار له قبل إعدامه، أما الاسم الحركي داخل الموساد فكان موسى، ووالدتي اختارت اسم دينا بن ديفيد، أما أنا فتحول اسمي من عادل إلى "رافي" ونبيل أخي إلى "يوسي"، وشقيقي الثالث محمد إلى "حاييم".
ننفرد بنشر صور جثمان رافيل بن ديفيد نجل الجاسوسة انشراح موسى (خاص)
كيف تم تجنيد العائلة من الأساس ولِمَ وقع الاختيار عليهم من قبل الإسرائيليين؟
أبي أبلغ أبو نعيم، الضابط بالمخابرات الإسرائيلية، بكل التفاصيل الخاصة بالكبينة العسكرية أسفل منزلنا بالعريش، وكنا وقتها أنا وإخوتي نعيش في القاهرة، ولم نعلم عن أمي وأبي شيئًا لمدة عام ونصف العام، حتى وصلا إلى القاهرة من طريق الأردن، عن طريق الصليب الأحمر، بعد تجنيدهما من قبل الموساد الإسرائيلي لتجميع المعلومات الكافية من العاصمة، خاصة أسعار السلع الأساسية والخضروات، حتى يعلم حسن نواياهما.
وهل سافر الوالدان لإسرائيل خلال تلك المدة القصيرة؟
نعم أخذهما أبو نعيم إلى مدينة بئر السبع الإسرائيلية للعمل على تجنيدهما، وتطوير أدائهما بعدما علم علم اليقين أنهما تحت سيطرته تمامًا، ويريدان التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي.
ماذا فعلتَ عندما علمْتَ أن والديك يعملان لصالح إسرائيل؟
دعني أحكي لك منذ البداية، فعندما كنت في المرحلة الإعدادية، وكان عمري وقتها 11 عامًا، ونسكن في حي الأميرية وهي منطقة كانت تمتاز بالفقر في وقتها، وكان أبي يمتلك سيارة فيات موديل 1100 قام بشرائها من مدينة روما بإيطاليا في إحدى الزيارات، وفي أحد الأيام وتحديدًا في مطار قويسنا بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، سمعت أبي يقول لأمي وهو يقود السيارة "يلا يا حبيبتي يا شوشو طلعي الكاميرا وصوري المطار الحربي"، وطالبها بتصوير جميع المناطق العسكرية بالإسكندرية بطول الطريق.
"القاهرة 24" أجرى آخر حوار معه.. وفاة رافيل بن ديفيد نجل الجاسوسة انشراح موسى (خاص)
هذا عن الإسكندرية.. هل قاما بتصوير أماكن أخرى في مصر؟
بالفعل قاما بتصوير مصر من شرقها لغربها من أجل إرسالها إلى إسرائيل، للحصول على المقابل المادي.
وماذا قالا لك عندما رأيتهما أنت وأشقاؤك يصوران تلك المواقع المهمة؟
عندما علما أنهما من الممكن أن ينكشفا بطريقة أو أخرى، طلبت أمي من أبي أن يكشف لنا عما يفعلانه حتى لا يفضح أمرهما بين أصدقائنا داخل المدرسة بطريقة غير مقصودة، وذلك في عام 1967 وتحديدًا بعد النكسة مباشرة حيث تم تجنيدهما.
برأيك.. ما السبب الرئيسي في اتجاه الأسرة نحو الجاسوسية؟
أبي ظُلم في وقت ما، حيث أقدم مديره في العمل بمحافظة السويس على تلفيق قضية رشوة له للحصول على زوجته "انشراح"، وسجن على إثر ذلك 3 أشهر، ولكن بعد ذلك استطاعت والدتي الإيقاع بالمدير، حيث أتت به إلى منزلنا واستطاعت بطريقة أو أخرى الحصول منه على اعتراف بأنه من لفّق القضية لزوجها، ومن هنا أحس بالظلم داخل وطنه "حسب تعبيره"، وتحول بعدها إلى جاسوس.
كيف برر والداك عملهما لصالح إسرائيل لكم خاصة في ذلك التوقيت الحرج الذي كانت تمر به البلاد؟
قالا لنا إنهما يعملان مع أصدقاء لهما في إسرائيل، وهما يساعدوننا على المعيشة التي نعيشها بعد تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد بعد الحرب، فأبي كان دائما يقول لنا إن إسرائيل تجلب لنا العيش وكل ما نحتاجه.
رافي بن دافيد ابن الجاسوسة المصرية انشراح موسى يكشف تفاصيل جديدة في خيانة الوطن
ما رد فعلك تجاه حديث والديك؟
عارضتهما بشدة، وصُدمت عندما علمت أن والدي يعمل جاسوسًا، لكن إخوتي محمد ونبيل كانا سعيدين جدًا، فأنا عاشق لمصر ولا يصح أن أخون أهلي وناسي، وما حدث من أبي وأمي "إجرام"، وقلت لأبي إذا استمررت في العمل مع إسرائيل سأبلغ الجهات المصرية بذلك.