هل انتهى عصر الذهب كملاذ آمن بعد انتشار العملات الرقمية؟
توقع خبراء الاقتصاد وأسواق المال عدم تأثير العملات المشفرة على ارتفاع أسعار الذهب للمستويات التاريخية التي كانت عليها خلال العام الماضي عندما وصل سعر الأوقية عالميا لمستوى 2070 دولارا، كأعلى سعر في تاريخ الذهب، التي وصل لها بدعم المخاوف من التضخم وتأثير الجائحة على اقتصادات العالم.
وخلال جلسة اليوم، ارتفعت الأسعار العالمية للذهب لتكون عند أعلى مستوى في أربعة أشهر ونصف، بدعم تراجع الدولار، وموجة بيع للعملات المشفرة، وسجل السعر الفوري للذهب مستوى 1883.40 دولار للأوقية.
وخلال التعاملات اليوم، ارتفعت بيتكوين إلى 91 دولارًا بعد انخفاضها بنحو 7.5%، أمس الأحد، لكنها رغم ذلك أدنى من المستوى التاريخي المسجل عند 65 ألف دولار، وقفزت ثاني أكبر عملة مشفرة إيثريوم بأكثر من 10%، لتصل إلى 2321 دولارًا، مما أدى إلى محو خسائر بلغت 8.6% التي دفعتها إلى الاقتراب من أدنى مستوى في شهرين عند 1730 دولارًا.
ارتفاع الذهب للقمة التاريخية
وقال نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب في الغرفة التجارية بالقاهرة، إن أسعار الذهب لن تظل عند المستوى الحالي بل يتوقع لها أن ترتقي إلى القمة التاريخية التي كانت عليها خلال العام الماضي، لافتا إلى ارتفاع الأسعار لقمة 4 أشهر خلال الأسبوع الجاري.
وأوضح نجيب، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن أسعار الذهب ستبقى ملاذا آمنا من التضخم والتقلبات الاقتصادية العالمية وأداة التحوط الأولى لدى المستثمرين، مضيفًا أن الأسعار العالمية للمعدن قفزت مؤخرا بدعم ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية وانخفاض أسعار الفائدة، مما دعم توجه المستثمرين نحو المعدن النفيس.
وبينما كان ينظر للعملات الرقمية على أنها أداة تحوط من التقلبات الاقتصادية في وقت سابق في أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري، إلا أن التقلبات الأخيرة للعملات الرقمية بددت هذه الاعتقادات.
تقلبات العملات الرقمية
ويقول أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة vi markets في مصر وخبير أسواق المال، إن بيتكوين والعملات الرقمية لا يمكن أن تكون أداة للتحوط أو ملاذا آمنا للمستثمرين في وقت التقلبات الاقتصادية مثل الذهب.
ويوضح معطي، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن الذهب هو الملاذ الآمن الأفضل في العالم، وتعتمد عليه البنوك المركزية على مستوى العالم، كما رفع البنك المركزي المصري حيازته من الذهب في الاحتياطي النقدي خلال الأشهر الماضية، ولا يوجد بنوك على مستوى العالم لديها احتياطي نقدي –على سبيل المثال- من العملات الرقمية.
وتابع خبير أسواق المال أن الذهب سيرتقي للقمة التاريخية التي وصل لها سابقا خلال العام الماضي، بل سيتخطاها على المدى البعيد ويرتقي لمستويات أعلى مع ارتفاع التضخم عالميا، وحدوث أي أزمات جديدة.
وأشار إلى أن العملات الرقمية لا يمكن اعتبارها أبدا كملاذ آمن من التضخم، لما تمثله هذه العملات من أصول مشفرة غير ملموسة، كما أنها يسهل التلاعب بها وسرقتها مثلما حدث مع إحدى منصات التداول مؤخرا، لافتا إلى أن هناك فئة من المستثمرين على مستوى العالم يتحكمون بـ95% من سوق العملات الرقمية، مما يجعلها عرضة للتقلبات السريعة.
