فريق من جامعة أسيوط يشارك في دراسة حول تقييم وضع مرضي كورونا المحتجزين بالعناية المركزة
أكد الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، على وعي إدارة الجامعة الكامل بالدور الحيوي الذي تقوم به كلية الطب بمختلف كوادرها وأطقمها الطبية في رفع العبء عن كاهل المرضي وتقديم الخدمة الصحية اللائقة والمتفردة لهم، وخاصةً خلال هذه الفترة الحرجة التي تتزامن مع تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيداً بما تحظى به الكلية من الإنتاج العلمي والبحثي المتنوع في شتي التخصصات الطبية، وخاصة ما يتعلق منها بمتابعة تطورات الجائحة ومواكبة أحدث المستجدات في تطوير اللقاحات والأمصال المضادة للفيروس، وذلك أملاً في الوصول إلى معدلات مرتفعة من نسب الوقاية الحقيقية من هذا الفيروس الذي اجتاح العالم في الآونة الأخيرة.
وحول هذا الشأن أعلن الدكتور أحمد المنشاوي، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، عن مشاركة فريق بحثي من أطباء جامعة أسيوط ضمن مجموعة من الباحثين من مختلف الدول الأفريقية في إجراء دراسة حول "تقييم وضع المرضي والنتائج السريرية للمصابين بعدوي كورونا المحتجزين بوحدات الرعاية الفائقة والعناية المركزة علي مستوي أفريقيا"، والذي تم نشره في مجلة " The Lancet" الدولية الشهيرة والتي تصنف ضمن أكبر المجلات الطبية على مستوى العالم.
كما أضاف الدكتور أحمد المنشاوي أن إدارة الجامعة تحرص على دعم كافة الدراسات والأبحاث العلمية المتعمقة وتطبيقها على أرض الواقع لخدمة الفرد والمجتمع، وذلك انطلاقاً من دور مخرجات البحوث العلمية كأدوات فعالة تعكس قدرات جامعة أسيوط في الإبداع والابتكار العلمي المبني على الدراسة والبحث العلمي وهو ما يسهم في الارتقاء باسم الجامعة بكافة التصنيفات الدولية والعالمية.
وفي السياق ذاته أثنى الدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، على حرص إدارة الجامعة على إبراز البحوث العلمية التي تقدم نتائجها حلولاً واقعية لمختلف الأمراض والأوبئة المنتشرة التي تواجه مجتمعنا خلال هذه الآونة وسعيها دوماً إلى تسليط الضوء عليها ودعم القائمين عليها من طلاب وباحثين وأعضاء هيئة التدريس، موضحاً أن هذا الإنجاز جاء نتيجة لجهد وعمل متواصل من أعضاء الفريق من كلية الطب والذين استطاعوا رفع اسم جامعة أسيوط، وتمثيل الجامعات المصرية من خلال مشاركتهم ضمن نخبة من الباحثين والأطباء من 64 مستشفي علي مستوي 10 دول افريقية مختلفة.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة علياء عبد ربه، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب وعضو الفريق المشارك، أن فكرة البحث تمثلت في دراسة حالات مرضي كورونا المحتجزين بالعناية المركزة، والذي بلغ إجمالي عددهم نحو 3752 مريض من مختلف دول القارة الأفريقية، وتقيين العلاجات المقدمة لهم ونتائج تقديم هذه العلاجات، علي جانب دراسة نسب الوفيات وأسابها ومقارنتها بالمعدلات العالمية وهو ما يعكس دقة النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي وإمكانية استخدامها كورقة بحثية هامة بين مختلف دول العالم .
وحول نتائج الدراسة أضاف الدكتور عماد ظريف، أستاذ مساعد التخدير والعناية المركزة وعضو الفريق المشارك، أنه تم التوصل إلي العديد من النتائج الهامة منها أن نسبة الوفيات في القارة السمراء هي الأعلي مقارنة بباقي القارات، وبلغت حوالي 48% من إجمالي المرضي المحتجزين بالعناية المركزة، كما توصلت الدراسة أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من نسبة الوفيات ومنها تقد العمر، مرض نقص المناعة المكتسبة “إيدز”، ومرض السكري، وأمراض الكبد والكلي، وكذلك تأخر دخول المرضي للعناية المركزة، زيادة معدل Quick SOFA، واحتياج المريض للتنفس الصناعي، كما أشارت الدراسة أن استعمال الستيرويد يقلل من نسب الوفاة، وكذلك لا توجد فروق في نسب الوفيات بين الرجال والنساء.
كما أشار الطبيب محمود سعد، عضو الفريق البحثي، أن الدراسة شهدت مشاركة نخبة من أعضاء هيئة التدريس والأطباء والطلاب بالكلية، حيث شمل الفريق في عضويته كلاً من الدكتورة علياء عبد ربه محمد حسين أستاذ الأمراض الصدرية، والدكتور عماد ظريف أستاذ مساعد التخدير والعناية المركزة إلي جانب الطبيب محمود سعد طبيب مقيم بقسم جراحة العظام، والطبيب محمد علي القوصي المعيد بقسم التخدير والعناية المركزة، والطبيب أبو بكر يوسف مدرس مساعد التخدير والعناية المركزة، والطبيب إسلام علي طبيب مقيم طب المناطق الحارة والجهاز الهضمي، والطبيبة نشوي رأفت المعيدة بقسم الفارماكولوجيا الطبية، والطالبة فاطمة أحمد منيب.