صديق العيسوي يكتب: كامل الوزير والصحفيون
"من يحبني ويحب وزارة النقل يتركني أعمل دون كلام ولا أتحدث أو أظهر في الإعلام كتير" هكذا أكد الفريق مهندس كامل الوزير وزير النقل خلال لقائه عددا من الصحفيين بمقر وزارته مؤخرا.
كلمات بسيطة لكنها تعبر عن عظمة وتركيبة هذا الرجل الذي استطاع كسب ثقة واحترام معارضيه قبل مؤيديه ومحبيه، فمنذ الوهلة الأولى لتوليه مقاليد الأمور داخل الوزارة، انتابنا القلق كصحفيين في كيفية التعامل مع شخصية بحجم كامل الوزير "الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام" فبعد مرور عامين من جلوسه على كرسي الوزارة بتكليف رئاسي، نجح الرجل في التأكيد على أن قطاع النقل في مصر هو قاطرة التنمية التي تحقق الرفاهية والنمو المستدام للوطن والمواطنين معا.
في بداية توليه مسئولية الوزارة، ابتعد الوزير عن الإعلام والصحفيين وطلب مهلة شهرين للتعرف أكثر على دهاليز الوزارة قبل التحدث مع الإعلام، وطالت المهلة لأكثر من ذلك واحترمنا رغبة الرجل فى دراسة كل الملفات الخاصة بوزارته ، إلا أنه اتخذ منهجا جديدا في جولاته اليومية المكوكية لمواقع العمل، فلم يصطحب معه صحفيين مثلما كان يفعل من كان قبله من الوزراء، وهو ما لاقي اعتراضا من عددا كبيرا من الزملاء، وواصل جولاته بالمحافظات، إلا أنه لم يغلق الباب وأعطى تعليماته لمدير إعلام وزارته النشيط محمد عز، لدعوة الصحفيين لحضور جولاته التفقدية لورش السكة الحديد والموانئ والطرق وجميع لقاءاته المختلفة، وقد كان إلا أننا لم نستطع مجاراته في جولاته المكوكية التي لم تنقطع يوما فأرهقنا وأرهق كل من معه، حتى بتنا نتهرب من دعوة الوزارة لنا في مرافقة الوزير خلال جولاته.
وجاء اللقاء المرتقب، لمقابلة الوزير في ساعة صفا بعيدا عن الجولات التفقدية واللقاءات الرسمية، فوجدنا الرجل يستقبلنا بسعة صدر وترحاب شديد بمكتبه بوزارة النقل، ولم تفارق الابتسامة وجهه على مدار ما يقرب من 60 دقيقة قضيناها بصحبته، فتح لنا قلبه وتحدث معنا بكل أريحيه عن الأمانة التي حملها له الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام الله ثم أمام الشعب، وعاهده بأن تصبح وزارة النقل في طليعة الوزارات بسواعد أبنائها، ووضع خطة شاملة لنهوض وتطوير كل مرافق الوزارة الهامة.
وقال لنا الوزير إنه منذ أن أطلق الرئيس السيسي رؤيته لبناء مصر الحديثة وعجلة العمل لا تتوقف في كافة أنحاء الجمهورية لتنفيذ هذه الرؤية من خلال مشروعات عملاقة في مختلف المجالات تحقق التقدم والتنمية بالبلاد، وقد كان لمشروعات البنية التحتية وعلي رأسها مشروعات قطاع النقل النصيب الأكبر من تلك المشروعات ،مما انعكس إيجابيا على تحسين ترتيب قطاعات الطرق والسكك الحديدية والنقل البحري في تقرير التنافسية الدولية، وأن القيادة السياسية والحكومة المصرية تولي اهتمامًا غير مسبوق بقطاع النقل باعتباره الشريان الرئيسي الذى تبنى على أساسه كافة برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد ، موضحًا أنه في ضوء ذلك تقوم وزارة النقل حاليًا - وفى إطار خطة التنمية المستدامة للدولة 2030 - بتنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل من وسائل وشبكات (طرق وكباري – سكك حديدية – مترو الأنفاق والجر الكهربائي – موانئ بحرية – نقل نهرى – موانئ برية وجافة ومراكز لوجستية – التحول الرقمي).
وأضاف أن رؤية وزارة النقل تتخطى من مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة في توسيع مفهوم التنمية المستدامة من خلال توفير وتكامل شبكات النقل المختلفة لخدمة متطلبات التنمية الشاملة، والمشروعات القومية الكبرى في كافة المجالات، وتسهيل حركة الانتقال بين الأقاليم المختلفة وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.