بيت الأحلام المتنقل.. يارا تصنع أتوبيس لتعيش فيه بالشارع
قالت المهندسة يارا شلبي صاحبة فكرة الأتوبيس المنزلي المتنقل، إن تلك الخطوة كانت مجرد حلم لديها منذ الطفولة، وازدادت الرغبة في تحقيق ذلك الحلم حين أصبحت أول متسابقة سيارات رالي في مصر، حيث كان أماكن تواجدها باستمرار وسط رمال الصحراء وظروفها القاسية من درجة حرارة مرتفعة وعدم وفرة الماء بشكل كافٍ أو الكهرباء، إضافة إلى انعدام الخدمات كافة، الأمر الذي جعلها تفكر في عمل "كامب" يمكّنها من التنقل إلى تلك الأماكن بكل راحة، إلى أن توصلت إلى عمل أتوبيس منزلي.
وأكدت يارا لـ"القاهرة 24"، أنها سرعان ما بدأت في تنفيذ فكرتها وبالفعل قامت بشراء أتوبيس حالته الميكانيكية تسمح للعيش والتنقل به، بالإضافة إلى سعة مساحات التخزين الجيدة التي تسمح بتكوين منزل.
وأوضحت يارا أن فكرة الأتوبيس مفيدة في اكتفائها بالأشياء التي تستخدمها فقط، حيث إنها حينما انتقلت من منزلها القديم الإيجار لم تصطحب معها إلا المستلزمات الهامة التي تكفيها وقامت بالتبرع بباقي المحتويات.
وأشارت يارا إلى أن مصدر الكهرباء للأتوبيس هو الطاقة الشمسية كما أنها اهتمت بالأجهزة التي لا تستهلك المزيد من الكهرباء، بالإضافة إلى وجود خزانات المياه التي تحتاج إلى ملئها كل 4 أو 5 أيام.
وبيّنت يارا أنها لا تهتم لحديث المجتمع عن كونها امرأة وتعيش بالشارع، لأنها ترى أننا جميعًا نعيش بالشارع لأن البيوت تُبنى فيه وبالتالي نواجه نفس الخطر، متابعة أنها تستكمل الإجراءات القانونية التي تجعلها تعيش في بيت الأحلام المتنقل بكل أمان وراحة.
وعند سؤالها عن كيفية تربية ابنها البالغ من العمر 11 عاما في أتوبيس بالشارع، أجابت يارا أنه برغم اعتياده على منزله القديم إلا إنها حين طرحت فكرتها عليه أشارت له أنه مجرد حل مؤقت، مؤكدة أنها تحترم حالته النفسية التي ستبدأ بمراقبتها فور المكوث في الأتوبيس المنزلي فترة طويلة، كما أنها ستحترم اختياراته إذا لاحظت رفضه للفكرة، متابعة أن ذلك سيكون حلا مؤقتًا أيضًا حين يكبر ويختار منزله بنفسه لتعود هي مرةً أخرى إلى منزلها المتنقل.
وأخيرًا نصحت صاحبة الأتوبيس المنزلي الأهل بضرورة تشجيع أولادهم على تحقيق أحلامهم وجعل أفكارهم حقيقة، وعدم الالتفات لحديث المجتمع وتقاليده الحاكمة التي جعلت الكثير من الأشخاص مقيدة.
