الفطر الأسود وقلق العالم
يبدو أن المعركة أصعب مما تخيلنا، وأن هذا العدو غير المرئي الذي أفزع العالم وعطل حركته وشل نشاطه منذ مطلع 2020م ما زال في جعبته الكثير ليواجه به البشر ويراوغ به قدراتهم ومعارفهم ليصدح الحال بفصل المقال "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم".
والعالم مازال يئن تحت فيروس كورونا وأثاره الرهيبة، وقبل أن يهنأ بانفراجة للموقف وانتصار اللقاحات والعلاجات التي طورها لعلاج أعراضه، فزع مرة أخرى على عدو جديد ظهر هذه المرة في الهند التي تعرضت لانتكاسة كبرى بسبب اجتياح فيروس كورونا المستجد لها حيث سجلت ملايين الإصابات ومئات الآلاف من حالات الوفاة بسبب الإصابة بالفيروس، فهناك انتشرت عدوى جديدة هي عدوى الفطر الأسود أو الغشاء المخاطي القاتلة بعد تسجيل آلاف الإصابات بهذا الداء، والأخطر اقتران تلك الإصابات بالإصابات بوباء كورونا، مما فاقم الأعباء الصحية على الهند التي انهار نظامها الصحي وزاد من مخاوف دول العالم من انتشار العدوى الجديدة فيها.
عدوى الفطر الأسود تم اكتشافها لأول مرة عام 1885 على يد عالم نمساوي، وتعزى لعدة فطريات تنتمي للفطريات التزاوجية، ومن أشهر تلك الفطريات فطر الميوكر سريع الانتشار والنمو، ويتواجد في التربة والمواد العضوية المتحللة، وبقايا المواد الغذائية، وهي تنتهز أي فرصة ضعف في الجهاز المناعي للإنسان وتهاجمه.
ورغم تباطء انتشاره فإنه قد يكون قاتلًا إذا لم يتم علاجه بسرعة، حيث يهاجم الجيوب الأنفية ثم ينتشر إلى الرئتين والدماغ والجهاز العصبي المركزي، وتشمل أعراضه الحمى والصداع واحمرار الجلد وتورمه بالقرب من الأنف والعينين، وآلام بالوجه، وسعال ينتج عنه سوائل دموية أو داكنة، وضيق بالتنفس.
وتشير بعض الأبحاث إلى مسؤولية الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيزون عن انتشار هذا المرض نتيجة إضعافها جهاز المناعة، وهو الأمر المرجح في حالة إصابة المصابين بكورونا والمتعافين منها والذين تناولوا تلك الأدوية بهذه العدوى.
ومع ذلك، هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكننا اتباعها لتقليل خطر الإصابة بالفطر الأسود:
1- تثقيف المجتمع حول المرض.
2- يجب أخذ عينات من الهواء بشكل دوري في المستشفيات، وخاصة في أجنحة الرعاية الحرجة، للتحقق من وجود الجراثيم.
3- يجب التأكد من أن المرطبات المستخدمة أثناء العلاج بالأكسجين معقمة.
4- يجب نصح المرضى المتعافين بالبقاء في منازلهم حتى يستعيدوا قوتهم الطبيعية ومناعتهم.
5- عدم ملامسة الأجزاء المصابة بالفطر حال وجود خدوش أو جروح في اليد.
6- التحكم في مستوى السكر في الدم بانتظام بعد الشفاء من كورونا.
7- عدم استخدام الكورتيزون والمضادات الحيوية إلا عندما يصفها الطبيب.
8- تجفيف الجسم باستمرار خاصة في إلا ماكن التي يكثر فيها كمية العرق.
9- عدم استخدام بعض أنواع الصابون المسبب لجفاف الجلد والذي يؤدي إلى الإصابة بفطريات الجلد.
10- التخلص من بقايا المواد الغذائية باستمرار داخل المطابخ خاصة بقايا الخبز أو عدم تركها في أماكن رطبة وظليلة.