سائقة ميكروباص بدرجة ليسانس لغة عربية.. "داليا" تتحدى نظرة المجتمع من أجل لقمة العيش
مشقة كبيرة لأجل أحلام بسيطة، تحديات وصعاب تهون من أجل لقمة العيش التي لا تعرف الساعي إليها رجلًا أم امرأة، أسرتها الصغيرة هي عالمها الكبير الذي تبذل قصارى جهودها من أجل توفير حياة كريمة لهم، غير مبالية بنظرات المجتمع ولا متاعب العمل.
داليا محمد- 34 عامًا، حاصلة على درجة الليسانس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، هي زوجة وأم لثلاثة أطفال أكبرهم من العمر في المرحلة الإعدادية، وتعمل الآن سائقة سيارة أجرة "تمناية" تنقل خلالها الركاب من ميدان محطة مصر وحتى المستشفى الجامعي الرئيسي "الميري".
"ست بـ100 راجل"
«أم محمد» هو الاسم الذي تُعرف به سائقة الميكروباص بين زملائها السائقين، الذين يتعاملون معها باعتبارها أختًا ليست شقيقة، بحسب ما أكدوه، وبمجرد الحديث عنها يقولون أنها "ست بـ 100 راجل".
كيف اختارت مهنتها؟
العمل كسائقة ميكروباص لم يكن الخيار الأول لـ"داليا" في ساحة المهن، فقد سبق وعملت في مهن مختلفة لمساعدة زوجها لتلبية احتياجات أسرتها، وما أن أصيب هو بمرض جعله غير قادر على العمل سوى في مهن محدودة لا يكفي العائد منها لسد مصروفات منزلهم، حتى قررت أن تدان بمبلغ مالي من أجل شراء سيارة أجرة والعمل عليها.
اختيار هذه المهنة بشكل خاص جاء بعد تفكير عميق، لمحاولة اختيار عمل يتناسب مع وضعها كأم وزوجة، فقد يحتاج أي من أبنائها أو أفراد أسرتها إليها في أي وقت، ولهذا قررت تعلم السواقة والدخول في مهنة غير متعارف عليها للسيدات، إلا أنها رأت فيها ما يناسب وضع أسرتها التي تبالي سوي باستقرارها.
مضايقات وتحديات
وأشارت "داليا" إلى أنها في بداية عملها كانت تتعرض لمضايقات من بعض السائقين والركاب، إلا أنها لم ترَ حلًّا أفضل من تجاهلهم من أجل الاستمرار، قائلة: "عطيت لهم ظهري ورميت أي كلام سلبي كنت بسمعه ورايا، لحد ما زهقوا وبقوا مع الوقت فخورين بيا وبيساعدوني ويدعموني".
تعاون أسري
فترة العمل اليومية لـ"داليا" علي الميكروباص تترواح قرابة 10 ساعات، وقد تزيد أو تنقص بحسب التزاماتها اليومية مع أبنائها، ثم تتجه إلى منزلها لاستكمال دورها كربة منزل، تُعد الطعام وتلبي احتياجات أسرتها الذين يساعدوها في كافة الأعمال المنزلية.
التفوق الدراسي؛ هو العائد الذي يمنحها أبنائها بها ويجعل شعور الرضا لا يفارقها عن كل ما تقوم به من أجلهم، وكل ما تحلم به هو الاستمرار في مزيد من التفوق والفلاح في حياتهم التي لا تكترث لأمر سواها.
أحلام بسيطة
أمنيات "داليا" قد تبدو بسيطة ولكنها كبيرة بالنسبة لامرأة مكافحة مثلها من أجل لقمة العيش، وتتمثل هذه الأمنيات في توفير فرصة عمل لها بشهادتها الجامعية، في إحدى المدارس كمعلمة لغة عربية أو تربية دينية، كما ترغب في مساعدتها في فرش منزلها بالأثاث والأجهزة.