كيف كانت القاهرة درع النصر لسيف القدس؟
عندما أعلنت إسرائيل وفصائل المقاومة بالموافقة علي وقف إطلاق النار من خلال المبادرة المصرية، وأنا أطوف علي الشاشات و الفرحة التي غمرت البيوت والشوارع في غزة والقدس وجنبات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ومنظر الشوارع وهي تتزين بالاعلام المصرية وفلسطين وصور الرئيس في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
عدت بالذاكرة إلي الوراء طوال ال١١يوم الماضية وأنا أبحث عن الذي يدير هذه المرحلة العصيبة ولم أجده بحثت عنه حتي أجهدني البحث ثم فاجأ الجميع بأنه يعمل في الخفاء بأنه يعمل في صمت وبدون ضجيج، إنه جهاز المخابرات العامة المصرية.
عقد الجهاز خمس اجتماعات مع الجانب الفلسطيني المقاوم في القاهرة والأراضي الفلسطينية وعقد خمس لقاءات مع الجانب الإسرائيلي ومبعوث نتنياهو الخاص في القاهرة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتم التواصل بمئات المكالمات مع كل الأطراف في الداخل الفلسطيني أو في الخارج من أجل وقف العدوان.
لكي نسمع ونشاهد التكبيرات في المسجد الأقصى وفي غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة لكي نري هذه الفرحة العارمة لكي نسمع الزغروتة الفلسطينية.
أنا عن نفسي كان لدي يقين ان القاهرة تعمل من أول يوم علي أن يكون هناك وقف للاعتداء علي الشعب الفلسطيني سواء في القدس أو غزة .
كانت مصر حاضرة من أول الاعتداءات على حي الشيخ جراح والاعتداء علي المصلين في المسجد الاقصى المبارك من خلال استدعاء السفيرة الاسرائيلية بالقاهرة.
ولأن القاهرة تعمل بدون ضجيج، بل تعمل في صمت ونكران الذات وليس اليوم فقط بل القاهرة تعمل من عشرات السنين في دعم الفلسطينيين كل الفلسطينيين، كانت الأفعال لا الأقوال، فالقاهرة كانت أول المستنكرين وكانت أول المتقدمين لدفاع عن القدس وفلسطين كل فلسطين وكانت من الممكن أن تجيب علي كل التساؤلات التي تسأل من هنا وهناك لكن أصرت القاهرة أن تعطي الخبثاء الصفعة الواحدة تلو الأخرى حيث لم نكن نفهم ما يجري مع أن الكثيرين من الذين تشابكوا مع القضية في التغطية الصحفية من وقت لأخر يعلمون ما يجري وما يدور إلا أن الإعلام ما بين المذهول مما تقوم به القاهرة وما يحدث علي أرض الواقع من الدرع الذي أستطاع أن يكون درعاً قوياً لسيف القدس ووقف العدوان.
ما بين البيان الأول الذي أصدرته القاهرة من الاستنكار مما يحدث في القدس وغزة وما بين بيان شيخ الأزهر الذي لاقي صدى واسع على المجتمع الدولي وما بين خطب الجمعة التي طالبت بوقف العدوان علي الشعب الفلسطيني، ثم جاء بيان نقابة الصحفيين الأول والثاني وتبعتهم كل النقابات المهنية، حتى جاء تصريح القاهرة بالتبرع ب ٥٠٠ مليون دولار للإعمار.
وقام كل من (هب ودب) بالحديث والتحليل وأن القاهرة تذر الرماد في العيون، ثم قامت القاهرة بالاتصالات بكل متابعي الملف وكل الداعمين لإسرائيل للضغط عليهم لوقف العدوان مع التواصل من أول يوم مع الجانب الفلسطيني المقاوم.
وما بين الاتصال واللقاء في فرنسا والاجتماع الثلاثي بين القاهرة وفرنسا والأردن والتواصل مع الأمريكان والألمان والروس، عملت القاهرة علي فض الغبار عن كل ما يدور في الداخل والخارج بين فصائل المقاومة وتصحيح الصورة للمجتمع الدولي بأنه لابد من وقف اطلاق النار ولابد أن يكون هناك رادع لإسرائيل فكانت الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وألمانيا فأصبحت القاهرة الحليف القوي للدول الكبرى في الشرق الأوسط.
كنت متابع للملف الفلسطيني أكثر من عشرين عاماً وأعلم ما تقوم به القاهرة من مفاوضات واجتماعات في تل أبيب مع الجانب الاسرائيلي أو في غزة مع فصائل المقاومة أو في القاهرة بين جميع الأطراف.
القاهرة التي كانت تقوم بلقاءات على مدار الساعة طوال ١١ يوم وهي تجري لقاءات غير مباشرة بين الجانب الفلسطيني المقاوم وبين إسرائيل بدون كلل أو ملل، فنجح الوفد الأمني المصري بتفجير الأمر الجلل وهو إعلان القاهرة التوصل الي اتفاق لوقف إطلاق النار وهدنة متزامنة متبادلة فجر يوم الجمعة وجدنا المشككين في كل مكان ان القاهرة تقول كلام في الهواء وخلاص.
فالقاهرة عندما تعلن التوصل إلى اتفاق فهي لديها كل الضمانات لتحويل ما أعلنته إلى أمر واقع تم التواصل عليه مع جميع الاطراف حتي الوسطاء، كانت القاهرة تعمل من أجل اللحظة الحاسمة الثانية من صباح يوم الجمعة وعملت القاهرة علي أن يكون الجمعة يوم عيدهم لكي تسمع التكبير من الأشقاء الفلسطينيين ويحتفلون بالعيد.
وبعد هذا كله ترسل القاهرة اليوم وبعد ١١يوم من الجهد المتواصل بوفد إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة، والوفد الآخر إلى قطاع غزة لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق.
ولأول مرة يكون ضمن الوفد مندوب رئاسي وبعد الانتهاء من جميع الترتيبات يكون هناك وزيز الخارجية أي الدرع المصري كان رئاسي أمني دبلوماسي، وما قدمه وفد المخابرات العامة المصرية برئاسة اللواء أحمد عبدالخالق مسؤل الملف الفلسطيني في الجهاز ليس نهاية المطاف بل هناك جولات أخري مازال لديهم الكثير والكثير من متابعة التهدئة وإعادة الإعمار وتوحيد الصف الفلسطيني.
والوفد الأمني المصري متواجد في قطاع غزة حيث وصل بعد صلاة الجمعة عبر معبر بيت حانون لمتابعة كل الملفات العالقة تثبيت التهدئة وإعادة الاعمار.
عاشت مصر المدافع دائما عن الأمة العربية والإسلامية والدرع الحصين لفلسطينيين والمدافع عن الامن القومي العربي، وللحديث بقية