السرطان يُغيّب طالبة جامعية بالإسكندرية بعد رحلة مؤثرة خالطها الأمل
"لا يمكن للنجوم أن تلمع دون ظلام".. هذه العبارة كانت بمثابة رسالة آمنت بها الطالبة سارة أبو الوفا، طالبة بالفرقة الثالثة شعبة اللغة الإنجليزية، بجامعة الإسكندرية، وتمسكت بها ونشرتها خلال رحلة استمرت قرابة عام ونصف في مواجهة المرض اللعين "السرطان".
كانت سارة تخطو بقوة نحو محاربة السرطان أملا في التخلص منه، لحظات ما بين التعب وفقدان الأمل تارة والتفاؤل والتمسك بالحياة تارة أخرى، حتى وافتها المنية، وشيعت جنازتها اليوم الاثنين، لتشهد صفحات التواصل الاجتماعي عبارات نعي لها كثيرة ومؤثرة.
نعت صباح اليوم، كلية التجارة جامعة الإسكندرية، وفاة سارة أبو الوفا، الطالبة بالفرقة الثالثة شعبة اللغة الإنجليزية، التي توفيت بعد صراع مع مرض السرطان.
قال الدكتور السيد الصيفي، عميد الكلية في منشور له: "رحلت عن دنيانا واحدة من أشجع الطالبات التي تحدت المرض بكل شجاعة وتفاؤل".
رحلة "سارة" مع السرطان، كانت مُشرفة في محاولتها المستمرة في تخطي حاجز المرض ونشر البهجة سواء في صورها المليئة بالبهجة، أو في منشوراتها التي تحمل عبارات داعمة تدعو للتفاؤل، إلا أنه من فترة لأخرى كانت تنشر ما تشعر به ووصلت إليه في رحلتها مع المرض.
"صعب أوي إنسان يشوف ملامحه وجماله بيتاخد منه، أنا جه عليا وقت بصيت في المرايا من شدة تعبي وقتها كان باين على وشي، حسيت أن دي مش أنا.. شعرى وقع بقي لا عندي رموش ولا حواجب ولا أي ملامح، وكتير أنام وأحلم أني بلعب بشعرى وأصحي حاطة أيدي علي دماغي وملاقيش حاجة، ومتتخيلوش دا بيوجع القلب إزاي".. هذه العبارة كانت ضمن المنشورات المؤثرة التي تعتبر خاطرة نشرتها سارة عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وأضافت سارة ،"محدش يقدر يتخيل التعب والوجع الجسدي، والنفسي، اللي بنمر بيه كمرضي سرطان، الغريب أني مفيش مره حسيت أني وحشه بالعكس كنت شايفه إنى جميله بشكل تاني وقتها، تقبلت نفسي، وتأكدت أن الجمال عمره ما كان جمال شكل، لأن أنا مكنش عندي شكل وقتها، ومفيش حد بصلي بصة شفقة ولا إني وحشة، عشان ضحكتي فضلت موجودة وروحي فضلت موجودة وهما دول اللي بيخلوني "أنا".
وعلي الرغم من عبارات الدعم التي كانت تتلقاها "سارة" من متابعيها وأصدقائها وأسرتها، إلا أنها لم تسلم من محاولات اقتحام لسلامها النفسي باتهامها بأنها تنشر صور تبدو فيها بمظهر جيد لا يدل على مرضها، وعدم تصديقها بأنها ما زالت تخضع للعلاج، وهو ما تسبب في غضبها فنشرت منشور أخر قائلة: "اليومين اللي بكون كويسة فيهم وبقدر أنزل واتحرك بقعد أضعافهم ف المستشفى، هل مش من حقي لما أكون كويسة إني أعيش حياة طبيعية!".