تعرف على آخر مُستجدات أعمال تطوير وتأهيل محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر
تعد رحلة العائلة المُقدسة من التراث المصري الاستثنائي عالميًا، وتعكس ارتباطها بالشعب المصري، الذي توارثته الأجيال وعمدت على تسجيله في العديد من المصادر الدينية والتاريخية من بينها (الكتاب المقدس - السنكسار - الميامر - والمخطوطات النادرة) التي تحتفظ بها الأديرة والكنائس القبطية في مصر، بل يكمن التأثير العميق لتلك الرحلة المُقدسة في الطابع الإنساني للقصص التي لا تزال تُروى عن حياة السيد المسيح، كذلك التفاني في العبادة من المصريين والسائحين في الكنائس و المزارات التي بُنيت تخليدًا وتذكارًا لرحلة العائلة المُقدسة في مصر.
ويرتبط هذا التراث الثقافي بمجموعة من المواقع الأثرية التي لا تزال تحمل لنا الكثير من الآثار، والقصص التي تحكي رحلة العائلة المُقدسة، حيث دخلت العائلة الُمقدسة إلى مصر عن طريق صحراء سيناء من جهة (رفح والفرما) لترتحل إلى العديد من المُدن المصرية، التي قسمّتها المصادر الدينية والتاريخية القبطية إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: “رفح – الفرما – تل بسطة – مسطرد – بلبيس – مدينة سمنود - سخا – وادي النطرون”
المرحلة الثانية: “المطرية – بابليون (مصر القديمة) – منف – المعادي”
المرحلة الثالثة : “البهنسا - جبل الطير - الأشمونين - فيليس - قسقام - مير - جبل قسقام - جبل درنكة”.
وفي بعض المدن، قضت العائلة المُقدسة أسبوعًا أو بضعة أيام، وفي مدن أخرى شهرًا أو أكثر، وكانت أطول مدة قضتها في (جبل قسقام) حيث قضت 185 يومًا، واستمرت العائلة المُقدسة في مصر نحو ثلاث سنوات ونصف، إلى أن مات "هيرودوس" الملك وحكم بدلًا منه "أرخيلاوس".
ويضم مسار رحلة العائلة المُقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كم ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، وتحتوي كل نقطة حلّت بها العائلة المُقدسة على مجموعة من الكنائس أو الأديرة الآثرية أو آبار مياه أو مجموعة من الشواهد القبطية الدالة على مرور العائلة المُقدسة بها، وذلك وفقًا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
ويأتي مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المُقدسة في إطار رؤية وزارة السياحة والآثار للتنمية المُستدامة لتعزيز ريادة مصر كوِجهة سياحية كبرى حديثة ومُستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومُقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة، والمُحافظة على الإرث الحضاري المصري الفريد للأجيال القادمة والبشرية.
ويعمل المشروع على تحقيق تنمية عُمرانية مُستدامة على محور كبير، لاسيما المُجتمعات الفقيرة في منطقتي الدلتا وصعيد مصر، وخلق مسارات للتنمية السياحية تُضاف إلى المواقع الأثرية، ورفع كفاءة البنية التحتية والارتقاء بمستوى الخدمات السياحية، لاسيما فيما يتعلق بمُراعاة مُتطلبات ذوى الاحتياجات الخاصة لإثراء المنتج السياحي المصري.
المؤكد أن إحياء هذا المسار سوف يعمل يقضي على موسمية السياحة، حيث أن نقاط المسار يُمكن زيارتها على مدار العام لكونه منتجًا روحانيًا في المقام الأول لا يقتصر على شريحة مُعينة من السائحين أو الزائرين، ما يعمل على إطالة مدة إقامة السائح، وزيادة معدل إنفاقه، وبالتالي زيادة العائد من النشاط السياحي على المُجتمعات المحلية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة مصر عالميًا كأرض تحتضن مُختلف الأديان والثقافات والحضارات، وإبراز صورتها الحقيقية ومُمتلكاتها الإنسانية.