36 شهرًا من التصميم والتعديل.. رحلة "اتكلم عربي" من نهضة مصر حتى أيادي المهاجرين (خاص)
أصدرت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، أول تطبيق إلكتروني لتعليم اللغة العربية كلغة ثانية للمصريين في الخارج، ليكون خطوة استكمالية ضمن أهداف المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" للحفاظ على الهوية المصرية، وكانت دار نهضة مصر لها دور بارز ومهم لإنتاج وإصدار ونجاح هذا التطبيق.
"بقالنا 3 سنيين في الإنتاج والتعديل".. يقول أمير الصاوي، مدير إدارة عمليات النشر الرقمي، إن فكرة التطبيق الالكتروني بدأت منذ عام 2018 من خلال لقاء تم بين السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، وبين داليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر، مُشيرًا إلى تلاقي الأهداف بينهم ومؤكدًا على اهتمام نهضة مصر دومًا باللغة العربية وثقافة المصريين جميعًا.
وعن جائحة كورونا وتأثيرها السلبي وقت ظهورها في عام 2019 على مراحل إنتاج التطبيق، أكد أمير الصاوي في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن ظروف العمل في دار نهضة مصر لم تؤثر عليها جائحة كورونا لأن فريق العمل يعمل تحت إدارة رقمية استطاعوا من خلالها التواصل واستكمال الطريق كما هو مخطط له.
اتخذت دار نهضة مصر من خبرتها منذ 83 عامًا في العمل بالتعليم والثقافة في مصر والوطن العربي، أداة للقوة بامتلاكها العديد من التخصصات التربوية واللغوية اللي استطاعوا من خلالها تحديد احتياجات كل مرحلة من مراحل التطبيق المختلفة، رادفًا: " قدرنا نتعامل مع نقطة تقسيم الاحتياجات ومعرفة احتياجات كل مرحلة من المراحل من خلال علم الادراج ونظريات النمو المعرفي، وعلم النفس التربوي اللي قالنا على سلوك المتعلم في التوقيتات التربوية المختلفة".
كما أوضح الصاوي أن فريق العمل كان منقسمًا لعدة فروع منها فروع منها: "فريق بحث وتطوير تخصص في نظريات التعلم والمشاكل التي يقابلها المتعلمين، والفريق الثاني فريق التصميم الذي ساعد على تصميم العناصر التعليمية الالكترونية داخل التطبيق، بالإضافة إلى فريق الجرافيك للعمل على الخرائط، الشخصيات، والإطار الخارجي من ألوان، وفريق التحريك لإعداد الأفلام التعليمية للقصص والأغاني، فضلًا عن فريق الرسم الذي عمل على رسم الشخصيات، وفريق بإعداد السيناريوهات الخاصة بالأغاني والقصص وتسجيلها.
وأوضح الصاوي أيضًا دور الفريق التربوي في اختيار الـ 500 كلمة المُستخدمة في المرحلة الأولى، ودور فريق شركة البرمجيات الذي عمل على طريقة بناء التطبيق ومنحني النسيان والذكاء الاصطناعي، باتفاقيات مع فريق تصميم التعليم، وأيضًا الدور العام الذي قام به فريق الجودة لفحص التطبيق، مُشيرًا إلى أن كل تلك الفرق كانت تصب جميع البيانات عنده لينسق بين بعضهم البعض.
"التطبيق بداية على أرض صلبة للمتعلمين الجدد للغة العربية".. يسرد الصاوي أن تطبيق "اتكلم عربي" كي يظهر بهذا الشكل الاحترافي والدولي، واجه فريق العمل بدار نهضة مصر العديد من الصعوبات أثناء إنتاج التطبيق، وجاءت أبرزها في تجميع عدد 500 كلمة من اللغة العربية وترتيبهم من الأسهل للأصعب لمختلف الأعمار، وعدم إتاحة العديد من الدراسات العلمية أو التطبيقات التكنولوجية لتعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى تطبيق خاصية منحنى النسيان واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يليق مع اللغة العربية.
وأضاف أن تصميمات الخرائط التي أخذت الكثير من المجهود بسبب التفاصيل الدقيقة، ابتداءًا من النوبة والصعيد حتى العاصمة الإدارية كان تحدي كبيرًا واجهته دار نهضة مصر، فضلًا عن تحدي اختيار كلمات للقصص والأغاني تناسب الأطفال وتتخذ في ذات الوقت الطابع المصري، ذلك وبالإضافة إلى تأمين سرية المعلومات المصرية في الخارج، وذلك لتشفير بيانات المستخدمين.
كما أشار مدير إدارة عمليات النشر الرقمي في دار نهضة مصر، إلى أن تطبيق "اتكلم عربي" يأخذ السبق العالمي في منحني النسيان على اللغة العربية للأطفال وإدماج الطابع المصري والحضارة المصرية والثقافة المصرية في المحتوى المقدم، مؤكدًا أنه التطبيق الأول في العالم الذي يجمع بين تم التوثيق العلمي والذكاء الاصطناعي، ولافتًا إلى أنه يُضاهي طرق التعليم الحديثة والعالمية كتعليم لغة تانية.
واختتم الصاوي حديثه مع "القاهرة 24"، بأن خطة تحديث التطبيق تعمل حتى الآن على محورين أفقي ورأسي لمعرفة عشان الفجوات الي يجب أن تملأ في المرحلة الحالية، ومن ثم العمل على المراحل الأخرى، مُشيرًا إلى أن توقيتات إصدار مرحلة من 6-9 سنوات ومرحلة من 9-12 عامًا سيتم معرفتها بعد اجتماعات مع وزيرة الهجرة، ومؤكدًا أن ردود الأفعال من الأمهات حتى الآن إيجابية وأيضًا أعداد تنزيلات التطبيق كبيرة جدًا.