لبنان على شفا الانهيار الشامل.. ماذا يحدث في بيروت؟
يشهد لبنان أزمة اقتصادية طاحنة في ظل ما يتعرض له من أحداث على المستوى السياسي والاقتصادي، وفقدت عُملته أكثر من 85% من قيمتها أمام العملات العالمية، ما يهدد باقتراب حدوث انهيار شامل في الأراضي اللبنانية، في الوقت الذي يئن الشعب اللبناني بين مِطرقة عدم قدرة النظام السياسي على اختيار حكومة متوافق عليها، وسندان عدم القدرة على الحصول على الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
لبنان يواجه انهيار شامل
وخلال الساعات الماضية، وجّه حسان دياب، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، كلمة إلى المواطنين، مُحذرًا من انهيار شامل في الأراضي اللبنانية.
وأضاف دياب، في كلمته، أن لبنان في قلب الخطر الشديد، قائلًا: "إما أن تنقذوه الآن وقبل فوات الأوان وإلا فلن ينفع الندم"، مشيرًا إلى أنه عقب مرور 300 يوم على استقالة حكومته لم يستطع لبنان الخروج من النفق المظلم وتسمية حكومة قادرة على إنهاء أزماتها.
وأردف، أن الواقع المالي المُتأزم كان نتيجة تراكم الأخطاء في السياسات المالية، وأن البلاد بحاجة إلى حكومة لاستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي لوضع لبنان على طريق الخروج من الأزمة.
واستكمل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أن بلاده عاجزة عن تشكيل حكومة جديدة تتصدى للمشكلات، نتيجة عدم ارتقاء القوى السياسية إلى مستوى المسؤولية الوطنية، وممارسة التهريب بمُختلف الطرق ومُختلف المواد الأساسية.
وتابع: “وجود حصار خارجي مُطبق على لبنان، وممارسة الضغوط المُختلفة لمنع وصول المُساعدات إليه ودفعه إلى الانهيار الشامل، يجعل الشؤون الداخلية على مشارف الانهيار الشامل، ويعيد القوى السياسية إلى تقديم نفسها كمُنقذ للبنان”.
ادعموا لبنان للخروج من الأزمة
ووجّه دياب نداءً إلى اللبنانيين والدول الصديقة لبلاده لتقديم الدعم اللازم لعدم تفاقم الأزمة اللبنانية، مشيرًا إلى أنه لا يريد توجيه الاتهام لأحد، مُطالبًا القوى السياسية بتقديم الكثير من التنازلات للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
وأكد الشعب اللبناني يدفع ثمن ما ترتكبه الطبقة السياسية، مُناشدًا كافة الدول الصديقة والشقيقة للشعب اللبناني إلى عدم تحميل اللبنانيين تبعات لا يتحملون أي مسؤولية فيها.
لبنان عاجز عن تشكيل حكومة تنقذه
وتعليقًا على المصاعب التي يعيشها اللبنانيون بسبب توجهات الطبقة السياسية، أعلن الكاردينال بشارة بطرس الراعي، البطريرك الماروني اللبناني، استياءه من عجز كبار السياسيين عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل الحكومة، فيما تواصل البلاد الانهيار المالي.
وأضاف الكاردينال الراعي، عقب لقاء جمعه بالرئيس اللبناني ميشال عون، أن الشعب اللبناني لم يعد لديه ما يُكفيه من العيش والدواء والمحروقات، مُتسائلًا ماذا تنتظر الطبقة السياسية للتحرك وإنقاذ البلاد؟.
واستطرد، “لبنان بحاجة إلى إنقاذ وليس حرب كلامية بين جميع الأطراف”، قائلًا: "احترموا بعضكم أيضًا. الإهانات لا تعمل شيئا الإهانات تعكر الأمور والإهانات ليست ثقافة ولا حضارة".
الرئاسة اللبنانية أسيرة الصطموحات الشخصية
بدوره جاء رد تيار المستقبل، بأن الرئاسة اللبنانية تقع أسيرة الطُموحات الشخصية لجبران باسيل- صهر الرئيس عون، وأن الرئاسة مُستخدمة من قبل أجندات حزبية أشعلت النزاعات السياسية في كل الاتجاهات.
كما خاطب تيار المستقبل الذي يترأسه سعد الحريري، الرئيس عون، لوقف الاستيلاء على صلاحياته، وصلاحيات الآخرين، والعودة إلى الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني.
اتهامات بين الحريري وعون
ومؤخرًا، ظهرت خلافات بين رئيس الحكومة اللبنانية المُكلف سعد الحريري، ورئيس الجمهورية ميشال عون، ما أدى إلى الحيلولة دون التوصل إلى تشكيل حكومة جديدة لأكثر من 10 أشهر، ما تسبب في وقف وصول الدعم الخارجي إلى لبنان.
وحسب محللين، فإنه على الرغم من استقالة حكومة حسان دياب عقب انفجار مرفأ بيروت، وتكليفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، اشترط المجتمع الدولي تشكيل تلك الحكومة الجديدة ووضع خارطة طريق للاقتصاد اللبناني، مقابل تقديم الدعم اللازم لبيروت في أزمته.
أزمة بيروت، وفقا للمحللين، تجلت خلال الساعات الماضية بوضوح، حينما وجه الرئيس عون اتهام إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بمحاولة التعدي على صلاحياته، الأمر الذي دفع الأخير للرد مشيرًا إلى أن “عون” متأثر بنفوذ جبران باسيل السياسي، لتستمر الأزمة اللبنانية دون توصل لتكشيل حكومة جديدة، ما يجعل الشعب يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه.