تزامنا مع حادث "طفل العسل".. الأزهر: إهانة الأبناء بزعم تربيتهم مُحرم شرعًا
كشف مركز الأزهر للفتوى، موقف الدين بالتزامن مع حادث “طفل العسل” بعد واقعة تعذيبه على يد والده، تأديبًا في مدينة شبين القناطر، والمعروفة إعلاميًا بواقعة "طفل العسل"، أن إهانة الطفل الدائمة بزعم تربيته أمر مُحرّم، لا يخرّج للمجتمع إلا طفلًا مُشوّه المشاعر، قاسي الطبع، عُدواني السُّلوك.
وقال المركز في بيان أصدره منذ قليل، ضمن مشروعه التثقيفي “قُرَّة عين”: "الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه وبعد؛ فقد أنعم الله -عز وجل- علينا بنعم كثيرة، تستوجب ذكرها وشكرها، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَ}. [إبراهيم: 34].
وأضاف المركز، أن من أعظم هذه النعم “نِعمة الأبناء”، الذين هم زينة الحياة وبهجتها؛ قال سبحانه: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. [الكهف: 46].
وأوضح البيان: "من وهبه الله هذه النعمة فليحافظ عليها، وليتق الله فيها، وليداوم شكرها؛ حتى يبارك الله له في أولاده، ويجعلهم صالحين مُصلحين؛ فالشكر هو قيد النعمة وعقالها؛ وهو سبب تكثيرها وزيادتها؛ قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}. [إبراهيم: 7].
واستكمل بأن مِن شُكر نعمة الأبناء ومن أهم أسس تنشئتهم أسوياء؛ احتضانهم عاطفيًّا ورحمتهم، فقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يحنو على الأطفال بشكل عام، وعلى أبنائه وأحفاده، ويشعرهم بمحبته؛ فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: “مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ” [أخرجه البخاري]".
واختتم البيان: "لا يفوتنا في هذا الصدد أن ننوه بأن إهانة الطفل الدائمة بزعم تربيته أمر محرم، لا يخرّج للمجتمع إلا طفلًا مُشوّه المشاعر، قاسي الطبع، عُدواني السُّلوك، وإذا تأملنا سنَّة النبي ﷺ كلها لن نجد موقفًا واحدًا تعرَّض النبي ﷺ فيه لطفلٍ بضرب أو انتهار، صلى الله على صاحب الخُلق الرفيع.
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.