رواية الوصايا لعادل عصمت.. عندما يرى الكاتب نفسه حكيم زمانه
رواية “الوصايا”، للكاتب الكبير عادل عصمت، تدور في طنطا موطن الكاتب، حول أحد الشباب الذي يتوسم فيه أهله خيرا بأنه سوف يكون ذا شأن كبير في المجتمع، ويعوض ما فاتهم، ولكنه يفشل في كلية الزراعة، ويعمل في أعمال تافهة لا قيمة لها.
يطلبه جده قبل وفاته، ويقول له لا تجعل حياتك كضباب خافت بلا ملامح.. سوف أوصيك بعشر حكم فكر فيها وتدبرها واعمل بها فهي خير من الدار والأرض التي كنا سوف نتركها لك، ولكنها ضاعت بالرهن والدين وخلافاتي مع أعمامك.
الوصايا هي:
١ - خلاصك في مشقتك
٢ - إياك والعمى
٣ - المتعة عابرة كالحياة
٤ - كن يقظا وقت الأفراح
٥ - الثروة مثل الدابة عليك أن تسوقها
٦ - احذر أن تقتل أخاك
٧ - الأحزان سموم القلب
٨ - تحمل الألم
٩ - المحبة دواء أيام الباطل
١٠ - أعظم الفضائل في التخلي
ليس مطلوبا من الكاتب أن ينصب نفسه مصلحا اجتماعيا يملي على الناس ما يراه في مصلحتهم، وهم لا يرونه، أو يرى نفس حكيم زمانه وأوانه، ويملى على الناس حكمه ونصائحه ووصاياه التي يعرفها القاصي والداني ويحفظها الجميع.
فالحياة وجهات نظر مختلفة ومتباينة وما تعتقده الصواب يعتقده الآخرون خطأ وبالعكس.
الفكرة
الفكرة الرئيسية ضعيفة فقد بنيت على وصايا بين شاب تائه على غير هدى من طريق، وجد عاش حياته بالطول والعرض لا يبالي بأي شيء، وها هو قبل وفاته بيوم واحد ينصب نفسه حكيما للزمان ويقول له صدقني ولا تصدق الشيوخ والكتب.
وهناك ذكريات كثيرة مملة عن أشخاص هامشيين يأتون في سياق الأحداث على فترات متباعدة لإثبات صحة كل وصية وإقناع القارئ بها ووضع الختم عليها من خلال 290 صفحة بين الملل الكثير والتشويق القليل.
الحوار
الحوار متقطع وجمله قصيرة يقتطعها بعض الوصف السردي الممل الذي يخرجك عن السياق، وهناك خلط كبير بين الفصحى والعامية والحوار لا يتناسب مع المستوى التعليمي والمهني للشخصيات
البناء الدرامي
البناء الدرامي ضعيف فلا توجد بداية ووسط ونهاية ولا صراع ثابت وواثب ومتحرك، ولكنها إسكتشات متفرقة، وذكريات متناثرة لعائلة ريفية بين القرية والمدينة في صعود وهبوط.
يحسب للكاتب تكيف الأحداث لبيان وجهة نظره وجمل القصيرة الرشيقة وصوره المعبرة بصدق عن المكان والزمان.
وفى النهاية يقول الكاتب: “لم أتمكن من أي من وصاياه، ولم أصل حتى لفهم بعضها.. محاولات استمرت طويلا دون جدوى”.
