عباس شومان حول تنازل أحد الآباء عن قائمة المنقولات: رجل ندر وجوده في زماننا (خاص)
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، إن قائمة المنقولات هي من الأمور المُستحدثة، لضمان حق الزوجة، ولا مانع منها شرعًا.
وأوضح وكيل الأزهر السابق، اليوم الجمعة، أن توثيق الحقوق بصفة عامة مشروع لقوله تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)البقرة.
وأضاف شومان في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن التوثيق من الحقوق، وليس من الواجبات، ولذا يجوز تركه طالما وجدت الثقة بين الأطراف، وذلك لقوله تعالى: “وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ” (283) البقرة.
وتابع: “أنه لاحرج على من طالب بكتابة قائمة بالمنقولات، ولا حرج على من تركها فهي حق يجوز التنازل عنه”.
وحول واقعة قيام أحد الآباء باستبدال قائمة المنقولات بعبارة "من يؤتمن على العرض لا يُسأل عن المال"، قال عباس شومان، إن هذا الرجل الطيب الذي ندر وجوده في زماننا لا يُعاب عليه، بل هو مِثال وقُدوة يكون من الجيد تكرارها من آخرين، بشرط إحسان اختيار الزوج، فكثير من حالات الزواج التي أُخذت فيها المواثيق ومنها قوائم منقولات، فشلت ولم تستمر، وكثير من حالات زواج نجحت مع أنها ليس فيها أي قوائم للمنقولات، كما يحدث في تزويج الأقارب في الأرياف وخاصة الصعيد، متوقعًا: أن يكون هذا الزواج ناجحًا بإذن الله، لأن الزوج سيُقدر هذا كثيرًا لوالد زوجته، وسيحرص على إكرامها.
واختتم شومان قائلا: "سأل رجل الإمام الحسن البصري، من يزوج ابنته التي كثر خطابها؟ فقال له: زوجها تقيًّا إن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، فالعيب ليس في هذا الرجل الكريم، ولكن في منتقديه".