شروق وغروب المدربين.. ثورة العلم تقضي على التكرار وتخفي عواجيز المهنة
التدريب في عالم الساحرة المستديرة مثل فنجان القهوة، لا يحتاج إلى مهارات ولا للاعب فذ، بل يحتاج إلى موهبة كروية مُلم بكل ما هو جديد، واستطاع أن يسطر اسمه في مستطيلها لسنوات، مُكتسبًا خبرات عديدة، خاصة أن كرة القدم لا تُجامل إلا من جعل حياته لها، وحصل على الدكتوراه فيها.
“مفاهيم كرة القدم” بدأت تتغير في مصر.. تشرق أسماء.. وتغرب أخرى، فالشباب غيروا مفاهيم المُدرب الخبير، وهذا ما حدث في مصر “أم الدنيا” خلال السنوات الماضية، لا سيما أن غالبية الأسماء الكبيرة التي مر عليها الزمن اختفوا عن الساحة المستديرة.
أثبتت الأيام الماضية، أن كرة القدم عِلم، وليس من الضروري أن تكون لاعبًا فذًا لتصبح مُدربا أسطوريًا، مثلا: بيب جوارديولا لم يكن ذلك اللاعب الأبرز، وبات المدرب الأفضل في العالم، وجوزيه مورينيو، لم يكن لاعبًا من الأساس، وستيفين جيرارد وتييري هنري أسمان أسطوريان، لكن في التدريب صفر على اليسار.
واليوم في مصر، بدأت ظاهرة الشروق والغروب في رياح التغيير والتطوير، بعد اختفاء مُدربين اعتادت الآذان على سماع أسمائهم، وتعودت العيون على رؤياهم، حتى جاء من تفوّق بعلمه وتعبه واجتهاده، ليحتل العرش، ويُعطي الأمل لأجيال قادمة تحلم بنصف الفرصة.
ظهور المدربين الشباب في الدوري
* هيثم شعبان
الاسم الأبرز والأهم في الدوري المصري هذا الموسم، وهو الاكتشاف الأفضل عام 2021، ورغم أنه اسم جديد على المسامع، لكنه احتل القلوب والعقول من عُشاق كرة القدم، وذواقي “الجلد المدور”، بفضل الكرة المُمتعة التي قدّمها ورأيناها لأول مرة في الدوري الممتاز.
ثار المدير الفني السابق لسيراميكا كليوباترا على الكلاسيكية في كرة القدم المصرية، وقاد ثورة جديدة في علم التدريب، لتصبح ماركة مُسجلة باسم هيثم شعبان، استطاع من خلالها القضاء على التكرار والعُقم الكروي ممن سبقوه، وأصبح المدرب الشاب مطمعًا لأندية مصر، بعد بزوغ اسمه، وشروق شمسه التي لن تنطفأ، طالما عقله في رأسه، يبدع وقلبه في جسده لا يخاف ولا يهاب.
* أحمد سامي
استطاع أحمد سامي، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي سموحة، قيادة الفريق السكندري إلى المُربع الذهبي في مسابقة الدوري المصري الممتاز حتى الآن، رغم ضعف القيمة التسويقية للاعبي الفريق عن أندية أخرى في وسط ومؤخرة جدول الترتيب، لا سيما أن سامي، نجح من قبل مع فريق طلائع الجيش بأكثر من تجربة، ورغم كل ما يُقدمه مُدرب الموج الأزرق، إلا أنه لم يكن لاعبًا مشهورًا في ملاعب كرة القدم.
* علي ماهر
يُقدم علي ماهر، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي المصري البورسعيدي، موسمًا مُميزًا مع فريقه الساحلي، حيث يحتل به المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز، وهو الأمر الذي فشل فيه معظم المُدربين الذي خلفوا حسام حسن في المصري، خاصة أن ماهر، استفاد بشدة من تجربة الأسيوطي سبورت، التي منحته الفرصة على الساحة الكروية المصرية.
اختفاء المدربين العواجيز من الدوري
* طارق العشري
بعد تجربة لم تُكلل بالنجاح مع فريق طلائع الجيش، رحل طارق العشري، عن تدريب الفريق العسكري، بسبب تراجع مُستوى وأداء الفريق في مُسابقة الدوري المصري الممتاز، لا سيما أنه ظل لسنوات مُدربًا في الدوري، فكان يرحل من فريق ثم يتولى آخر بسرعة شديدة، حيث أن طريقته في الملعب كانت مُتكررة.
* طلعت يوسف
بعد رحيله عن الاتحاد السكندري الموسم الماضي، وعدم إتمام التعاقد مع الإسماعيلي في المُوسم الحالي، اختفى طلعت يوسف من الساحة الكروية المصرية، لا سيما أنه من المُدربين الذين يلعبون بنفس الطريقة منذ سنوات طويلة دون تجديد.
* مختار مختار
سار مختار مختار، على درب يوسف والعشري، وابتعد عن الساحة بشكل تام عقب نهاية مشواره مع الإنتاج الحربي، حيث تراجعت نتائجه مع فريق العجلات الحربية بشكل كبير مما دفعه للرحيل.