أبو هشيمة يكشف توقعاته لمستقبل الصناعة في الشرق الأوسط ويعرض نصائحه لشباب رواد الأعمال
كشف رجل الأعمال المصري الشهير، أحمد أبو هشيمة، مؤسس مصانع حديد المصريين وأسمنت المصريين، وعضو مجلس الشيوخ، توقعاته للوضع الاقتصادي والصناعي لمنطقة الشرق الأوسط في المستقبل.
وقال أبو هشيمة، في حوار مع مجلة "Entrepreneur Middle East"، إنه يرى أن مستقبل المنطقة يعتمد بشكل كبير على الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة والصديقة للبيئة في كل مجالات الصناعة، فلا مجال خلال هذه الفترة للأساليب التقليدية في الصناعة، والتي تهدر العديد من المواد الخام، وتؤثر بشكل كبير على البيئة.
وتابع أبو هشيمة أن الاعتماد على المشاريع الصغيرة سيكون طوق نجاة للدول العربية التي تواجه تحديات كبيرة خلال الفترة الماضية على المستوى الاقتصادي بسبب التغيرات الاقتصادية العالمية.
وأشار رجل الأعمال المصري، إلى أنه بحث كثيرًا عن تطوير صناعة الحديد في منطقة الشرق الأوسط، وتجول كثيرًا في مختلف بلدان العالم، وتوصل إلى تكنولوجيا صديقة للبيئة يستخدمها مصنع واحد عالميًّا في أمريكا، ولكن طاقته الإنتاجية أقل بكثير مما ينتج في مصنعي العين السخنة وبني سويف، وهذا غيّر كثيرًا في شكل صناعة الحديد في مصر والمنطقة بأكملها، بل في العالم كله، وأصبح يتوافد العديد من كبرى الكيانات الاقتصادية الدولية للاطلاع على تجربة حديد المصريين في إنتاج حديد بتكنولوجيا صديقة للبيئة، وبدأ مصطلح الإعمار الأخضر يتوسع ويأخذ منحنى مختلفًا بعد تأسيس هذين المصنعين، وهذا أمر يفتخرون به كثيرًا في مصر وفي مجموعة حديد المصريين.
دعم مشروعات ريادة الأعمال
وحول دعمه لمبادرات ريادة الأعمال في مصر والوطن العربي، أوضح رجل الأعمال المصري، أنه منذ فترة طويلة يتابع مجال ريادة الأعمال في الوطن العربي وخارج الوطن العربي، وأيقن خلال ذلك الوقت أن مستقبل مصر والوطن العربي، في فتح المجال أمام الشباب للتعبير عن أفكارهم الريادية ودعمها، وتحويلها لمشروعات تضيف للاقتصاد، وخاصة أن هذه الأفكار تعتمد على التطور التكنولوجي، والتحول الرقمي، وهذا ما نحتاجه بشدة خلال هذه الفترة.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ في المقابلة، أنه شارك في العديد من المؤتمرات والمنتديات المتبنية لفكرة دعم مجال ريادة الأعمال في مصر والوطن العربي، وكان من بينها المنتديات التي تعقد تحت إشراف مجلس الوزراء وجامعة الدول العربية، كما أنه حظي بتكريمات أكثر من مرة على دعمه لهذا المجال، وإن كان هذا لا يستحق تكريمًا -على حد قوله- لأنه يقوم بذلك بدور تشجيعي للشباب على الإقبال لتأسيس مشروعاتهم المستقلة التي بإمكانها الإضافة للناتج المحلي القومي، مؤدا على ثقته في أن الفترة المقبلة ستشهد فتحاً أكبر لمجال ريادة الأعمال في مصر، وسيدعم هذا الأمر الاقتصاد المصري بكل قوة.
مسابقة startup power
وبالحديث عن ريادة الأعمال، كشف أبو هشيمة، تفاصيل بدء مسابقة startup power التي أطلقها خلال الفترة الماضية، وخصص للموسم الأول منها 2 مليون جنيه، ثم رفع قيمة الجوائز لـ 6 مليون جنيه، لتستقبل أفكار الشباب من مختلف محافظات الجمهورية.
وكشف أنه عندما فكر في طريقة مثلى لدعم الشباب وتشجيعهم على الإقبال على المشاركة في مجال ريادة الأعمال، وجد أن أفضل وسيلة هي تدشين مسابقة يستقبل من خلالها الأفكار ثم تخضع لتقييم موضوعي وعلمي، وعلى أساسه تتم التصفيات الطريقة الأفضل لدعم هذا المجال.
ويتابع رجل الأعمال: "في مسابقة أبو هشيمة لريادة الأعمال، الشباب في مختلف مراحل المسابقة يتلقون تدريبات مختلفة من قبل متخصصين، تساعدهم على عرض مشروعاتهم للوصول للمراحل النهائية وحصد جوائز المسابقة".
وأشار أبو هشيمة، إلى أنه عندما فكر في هذه المسابقة توجه إلى جهاز دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقرر مشاركتهم لأنهم هم الجهة المنوط بها هذا الأمر، ولديهم كوكبة من المتخصصين في تدريب الشباب على إنجاح مشروعاتهم وفقاً لمناهج معتمدة عالمياً.
ويضيف: "في الموسم الأول حققت المسابقة نجاحاً مبهراً، ولذلك قررت مضاعفة قيمة الجوائز، وسنضاعفهاً أيضاً خلال المواسم المقبة، لإتاحة فرصة أكبر للشباب للمشاركة فيها".
بداية أبو هشيمة مع ريادة الأعمال
وخلال اللقاء، وصف رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، أبرز محطات حياته مع ريادة الأعمال وصولًا لما هو عليه الآن، قائلا إنه عندما قرر تأسيس مشروعه الخاص، لم يكن هناك الانتشار الواسع لمصطلح ريادة الأعمال في مصر أو الوطن العربي، ولم يكن يحظى بهذا الدعم سواء الحكومي أو المجتمعي، ولم يكن في مخططه أن يكون رائد أعمال بالشكل المتعارف عليه الآن، ولكن كان لديه حلم وطموح بناء مشروع خاص به.
حول قصة دخول أبو هشيمة مجال الحديد، أوضح أن الجميع يعرف هذه القصة وحكاها أكثر من مرة، إلا أنه ركز على عدة نقاط يمكن أن يستفيد منها أي شاب مقبل على مجال ريادة الأعمال، أهمها أن يعرف الشاب هدفه بشكل واضح وصريح، وألا يخشى أي مجال تقرر الدخول فيه، طالما أنه واثق في حساباته وإعداده الجيد لهذا المشروع، وملم بتفاصيل الصرف والربح والخسارة.
واستكمل رجل الأعمال المصري الشهير، أنه عندما قرر الدخول في مجال تجارة الحديد، كان يعرف أنها خطوة، ونجاحه فيها ليس النهاية ولكنها البداية لتأسيس المشروع الذي يحلم به، وكذلك عندما اشترى مصنعين وقرر تطويرهما وبدأ في الإنتاج، اعتبرها خطوة على طريق تحقيق الهدف وليس الهدف نفسه.
ويضيف أبو هشيمة، أنه بعد كل خطوة يحققها في طريقه، يسعى سريعًا لتجديد الهدف، متابعًا أنه حتى الآن لا يشعر بأنه حقق هدفه وما زال يسعى لتحقيقه، عبر وضع مزيد من الخطط، التي يؤمن أنها ستقوده لنجاح جديد.
أحمد أبو هشيمة يزور مقر "القاهرة 24" ويشيد بصالة التحرير: الأحدث في مصر (صور)