وزير التعليم العالي يشارك في فعاليات مؤتمر الجامعات العربية لمواجهة كورونا
شارك الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الاثنين، في فعاليات مؤتمر الجامعات العربية ودورها في مُواجهة تحديات جائحة كورونا، الذي تنظمه الأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية، بحضور الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور عبدالرحيم الحنيطي، الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
في بداية كلمته، أشار الوزير إلى أن أزمة انتشار فيروس كورونا جاءت بمثابة اختبار شديد القسوة للنُظم الصحية في كافة دول العالم، واستعرض التجربة المصرية في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال المؤسسات الأكاديمية والمستشفيات الجامعية، التي أثبتت كفاءة وفاعلية عالية في مُواجهة هذه الأزمة بما تملكه من قدرات وخبرات، فضلًا عن الإمكانات المادية الهائلة التي تتمتع بها، والتي تتمثل في وجود 115 مستشفى جامعيًا تُقدم خدماتها لنحو 18 مليون مريض سنويًا.
ولفت عبدالغفار إلى وضع خطة مُتكاملة من قِبل المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، لمُواجهة خطر انتشار كورونا، مؤكدا أن المستشفيات الجامعية نفذتها، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، وهو ما أسفر عن نجاح كبير للجهود الوطنية بجدارة واقتدار، وساهمت في تخفيف آثار الأزمة إلى حد كبير.
واستعرض الوزير النظام الذي تم تطبيقه لاستكمال العام الدراسي 2019/2020، مع مُراعاة الحفاظ على كافة أطراف العملية التعليمية من أساتذة وطلاب وعاملين، حيث تم الاكتفاء بتقديم طلاب سنوات النقل بحوثًا في المواد الدراسية بدلًا من الامتحان التقليدي، ومد العام الدراسي لطلاب السنوات النهائية لضمان إجراء الامتحانات بطريقة آمنة، كما تم استخدام نظام التعليم الهجين للعام الدراسي 2020/2021 مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة.
وتطرق الوزير إلى الجهود المصرية في مجال البحوث العلمية المُتعلقة بفيروس كورونا التي أسفرت عن حصول مصر على المركز الأول على مُستوى إفريقيا والشرق الأوسط، والمركز السابع عالميًا في عدد الأبحاث البالغة 370 بحثا، كما احتلت مصر المرتبة الأولى على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط في عدد التجارب السريرية (122 تجربة سريرية متعلقة بفيروس كورونا المستجد)، كما قامت المراكز البحثية بتصنيع وتحضير بعض المُستلزمات الطبية ومواد التطهير والتعقيم والكواشف اللازمة، بالإضافة إلى إنشاء وتشغيل منظومة لرصد العدوى ومعمل مرجعي من الفئة الثالثة وإنشاء وتشغيل معمل BSL-3 مُعتمد على المستويين القومي والدولي، كذلك إقامة معرض الاختراعات والابتكارات لكافة الجهات البحثية، الذي أقيم بالمركز القومي للبحوث، لإبراز جهود المراكز والمعاهد والهيئات البحثية التابعة للوزارة لمواجهة جائحة كورونا.
وأشار عبدالغفار إلى قيام هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار بإطلاق نداءً بحثيًا طارئًا لكافة الباحثين في مارس 2020 للتقدم لمشروعات مجابهة جائحة فيروس كورونا، ورصدت مبلغ 2 مليون جنيه لتمويل المشروع الواحد، بالإضافة إلى قيام أكاديمية البحث العلمي بإطلاق مبادرة "طبّق فكرتك" بتكلفة بلغت 50 مليون جنيه بهدف دعوة الباحثين والمبتكرين المصريين للتقدم بمقترحات بحثية مبتكرة لإيجاد حلول بديلة لنقص الإمكانيات العلاجية والصحية لمُجابهة فيروس كورونا المستجد، كما نجحت جهود الوزارة في الحصول من بعض الدول الصديقة على عقارات ثبتت فاعليتها في مواجهة الفيروس.
وخلال فعاليات الجلسة النقاشية، استعرض المشاركون في المؤتمر الإجراءات التي تم اتخاذها في مُواجهة جائحة كورونا، والتي غيّرت اتجاه العالم نحو طرق التدريس وإجراء البحوث العلمية، والانتقال التعليم التقليدي إلى منصات التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، بالإضافة إلى التعليم الهجين، مؤكدين أهمية وجود إطار عمل لمواجهة المستقبل تشترك فيه الجامعات العربية.
وفي ختام فعاليات المؤتمر، تم الإعلان عن الفائزين بجائزة التميز العلمي بالمجالات المتعلقة بجائحة كورونا، والتي كانت في 20 مايو 2021؛ لتشجيع الجامعات العربية على تنفيذ أبحاث علمية مُتميزة لخدمة المجتمع بأعلى معايير الجودة، وبما يخدم مسيرة البحث العلمي في الوطن العربي، وينعكس إيجابيًا على مسيرة التنمية.
جدير بالذكر أن المؤتمر يتناول عددًا من المحاور الخاصة بالتحديات التي واجهتها الجامعات العربية منذ بداية جائحة كورونا، وكيفية تعامل الجامعات العربية معها، وتقديم نظرة شاملة للدور المستقبلي المتوقع للمؤسسات الأكاديمية في مواجهة الأزمات.