"أنا كريم" مبادرة طفل فلسطيني للعمال المصريين بغزة: "حبيت أرحب بيهم زي ما رحبوا بينا"
كريم الناطور، طفل فلسطيني، أراد أن يصنع النور بطريقته الخاصة، في إعادة إعمار بلده، فاختار أن يجول وسط الدمار المحيط، الذي تسبب به العدو المحتل، يوزع المشروبات الباردة على العمال والمهندسين المصريين، لتشق ابتسامته سحب ظلام الركام، ويعطي درسًا في بساطة التفكير.
"حبيت أرحب بيهم، زي ما رحبوا بينا" بهذه الكلمات عبّر الطفل، في حديثه لـ"القاهرة 24"، عن امتنانه، لجهود العمال المصريين، مستطردًا أنه يقدر قدومهم من مسافة بعيدة لأجل إعمار فلسطين.
اختار كريم أن تكون اسم المبادرة " أنا كريم" ليجسد صفة الكرم، التي لامست مشاعر العمال المصريين، قائلا: "أنا بحب أكرم الناس"، ليكون اسمًا على مسمى.
وبحصالته الصغيرة، التي اختار أن يجمع كل فحواها، وفي مثل هذا الصباح الباكر، همّ مسرعًا رفقة والدته ليذهب لأحد المتاجر، مفعمًا بالحيوية، ليشتري المشروبات للعمال المصريين.
مبادرة استمرت ثلاثة أيام، بين التجهيز والتنفيذ، لكنها طبعت حبًا يستمر لعقود في نفوس المصريين، ليحكي: "حبيت أساعدهم لكي لا يشعروا بالتعب، وتعطيهم المشروبات طاقة".
ليشارك الجيران رفقة كريم، بطريقتهم في فتح أبواب ثلاجاتهم، لاستقبال المشروبات والحفاظ على برودتها في ظل الطقس الحار.
"هنعمرها" هتافات للعمال المصريين تختلط بالدعوات، لكريم الفلسطيني، الذي تنقل في مناطق الهدم بين منطقة الرمال، الوحدة، والمينا، معبرين عن امتنانهم لمبادرة كريم، وسعيهم للإعمار بكل ما لديهم من طاقة وإمكانيات.
ولن يتوقف كريم عن تلك المبادرة؛ بل يسعى لمزيد من المبادرات تحت نفس الاسم، قائلا: "رح أضل أعمل مبادرات ونخطط أنا وماما ونوزع على الدفاع المدني والشرطة والأطفال بالمستشفى".
ويتشوق الغزاوي لزيارة مصر بعد شهرين، فسبق زيارته لمصر ليعبر عن إعجابه بمكتبة الإسكندرية، ومسجد محمد علي، فضلًا عن عائلة والدته التي تقيم في مصر أكثر من 14 عامًا.