النور مكانه في القلوب.. منشد كفيف بقنا يضيء الظلام بحنجرته الذهبية: "ربنا عوضني بنعمة الصوت"
رغم سنه الصغير الذي لا يتجاوز الـ18 عاما، وإعاقته البصرية، اشتهر داخل قريته بقراءة القرآن في المناسبات الدينية والمآتم، وعرفه أهلها بصوته القوي ووجد منهم دعمًا وتشجيعًا كافيًا كان حافزًا قويًا له، لخوض تجربة الإنشاد الديني وإحياء الحفلات الدينية في عدد من مراكز محافظة قنا.
أحمد عباس الشخيبي، طالب كفيف بالصف الثالث الثانوي الأزهري، مقيم بقرية دندرة التابعة لمركز قنا، حباه الله الصوت الجميل الشجي الذي عوضه عن فقدان بصره، ليبدأ أولى خطواته في طريق الإنشاد الديني بالموالد والساحات والحفلات الدينية.
بدأ الطالب الكفيف الاتجاه للإنشاد منذ المرحلة الإعدادية، وحسب حديثه لـ"القاهرة 24" أنه بدأ الإنشاد خلال دراسته بالصف الأول الإعدادي، في الإذاعة المدرسية، ثم التحق بقصر ثقافة قنا، ومنها شارك في العديد من الأمسيات الدينية التي ساعدته على تنمية موهبته.
رغم بدايته كقارئ للقرآن الكريم في المناسبات الدينية في قريته ولكنه منذ سنوات خاصة أنه خاتم للقرآن الكريم، اتجه للإنشاد لكثرة القارئين، بالإضافة إلى حبه لهذا الفن وما يتضمنه من كلمات مدح للرسول والثناء على الله.
ويُرجع الشخيبي الفضل في تنمية موهبته إلى العديد من شخصيات التي شجعته على الاستمرار في مجال الإنشاد وأهمهم الشيخ مصطفى فريد ابن مركز قفط الذي تعلم على يديه المقامات الموسيقية وطريقة تنويع طبقات الصوت وتصحيح الأخطاء التي كان يقع فيها، بالإضافة إلى أبناء الشيخ مبارك الدنداروي الذين كانوا أسبابًا رئيسيًا في تعلمه طرق المدح والذكر.
يعشق المنشد الشاب الاستماع لكبار المنشدين في مصر والعالم العربي وهو ما يساعده على تطوير موهبته، مثل الشيخ ياسين التهامي والشيخ أمين الدشناوي، بالإضافة إلى بعض القصائد للشيخ طه موسى ومصطفى جمال، وهو ما يساعده على تطوير موهبته، ومنهم من تأثر بهم بشكل كبير.
الشيخ أحمد يحلم بتكوين فرقة للإنشاد الديني، لنشر الإنشاد والابتهالات الدينية في جميع أنحاء العالم، والالتحاق بنقابة المنشدين، والعمل بإذاعة القرآن الكريم كمبتهل: "في ناس بتقولي الطريق صعب لكن أنا بحاول لحد ما أوصل لميكرفون الإذاعة".
