مؤشر العمليات الإرهابية في القارة الإفريقية خلال مايو 2021 (صورة)
أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريره الشهري عن مُؤشر العمليات الإرهابية في القارة الإفريقية، حيث سجّل شهر مايو تراجعًا نسبيًا في النشاط الإرهابي مُقارنة بشهر إبريل الماضي، بواقع 57 عملية إرهابية، وأسفرت عن مقتل نحو 390 شخصًا وإصابة أكثر من 70 آخرين، واختطاف 212 من المدنيين والعسكريين.
ويرى مرصد الأزهر أن ذلك المؤشر يرجع إلى انخفاض العمليات الإرهابية التي تُنفذها حركة الشباب الصومالية؛ حيث نفذت الأخيرة 11 عمليةً إرهابية من بينها عمليتين في كينيا، وذلك بفضل العمليات الأمنية المُكثفة التي تُنفذها القوات الصومالية المدعومة من قبل قوات الأميصوم، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 130 عنصرًا من عناصر الحركة؛ وقد أحدثت تلك العمليات الأمنية تغييرات كبيرة في سير العمليات الإرهابية لتلك الحركة الإرهابية التي لجأت إلى العمليات الانتحارية، واستخدام العُبوات الناسفة، مما يُعطي مُؤشرًا على مدى النجاح الأمني في مُواجهتها، ودفع عناصرها للتضحية بأرواحهم في سبيل إثبات أنهم لا يزالون مُوجودين.
وتراجع النشاط الإرهابي، بالنسبة إلى جماعة “بوكو حرام” و"داعش غرب إفريقيا"، مُقارنةً بالشهر الماضي، وذلك بسبب المُواجهات المُسلحة التي تحدث بين التنظيمين الإرهابيين بهدف السيطرة وبسط النفوذ.
أما منطقة الساحل الإفريقي، خاصة دولتي مالي وبوركينا فاسو، فلم تشهد تغيرًا كبيرًا في النشاط الإرهابي؛ حيث شهدت المنطقة 17 عملية إرهابية كان من بينها 12 عملية في بوركينا فاسو.
وفي الكونغو، ارتفع مُؤشر العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ، حتى أصبحت الدولة الأكثر تضررًا ودمويةً خلال شهر مايو مُقارنة بالشهر الذي سبقه، وذلك بسبب العمليات الإرهابية المُكثفة التي تُنفذها ولاية وسط إفريقيا، وقوات التحالف الديمقراطي المدعوم من قبل تنظيم “داعش الإرهابي”.
وأشار مرصد الأزهر إلى أن تراجع العمليات الإرهابية بشكل عام في إفريقيا خلال هذا الشهر، يؤكد الدور المُهم الذي تقوم به الدول الإفريقية والجهود الرامية في مُواجهة الإرهاب الذي يظلّ من أخطر التهديدات المحدقة بإفريقيا التي أثرت سلبًا في حياة الشعوب، وأدت إلى ضعف البنى التحتية، وتراجع مُستوى الخدمات الأساسية وتردي الأوضاع المعيشية على بعض الدول الإفريقية.
وثمّن المرصد تلك العمليات الناجحة من قوات الأمن لصد المتمردين والإرهابيين من الاستيلاء على المزيد من المدن، علاوة على إعادة تلك المدن تحت سيطرة الدول، لا سيما في نيجيريا والصومال، وأن هذه الخطوات من شأنها الحفاظ على الأمن والسلم للمُجتمعات، وكسر شوكة الإرهاب، ومن ثم اجتثاث جذوره من المنطقة.