توقعات بتعافي أسواق النفط العالمية بنحو 6.6% وسط تخوفات باستبداله بالغاز الطبيعي
تمسكت أوبك بتوقعها لتعافي قوي للطلب العالمي على النفط في 2021 بقيادة الولايات المتحدة والصين، لكنها أشارت إلى ضبابية تحيط بمسار الجائحة.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في تقريرها الشهري أمس الخميس، إن الطلب سيرتفع 5.95 مليون برميل يوميًّا هذا العام، بما يعادل 6.6%.
انتهاء عصر العرض والطلب لسوق النفط
ويري دكتور مدحت يوسف الخبير البترولي، أن سوق النفط العالمي أصبح لا يعتمد علي قانون العرض والطلب في التجارة وأصبح سوق يتحكم فيه المنتجين فقط حيث قامت أوبك بتخفيض سقف الإنتاج لتحديد كم محدد للمعروض من النفط ليحقق معادلة سعرية تتماشي ورغبة المنتجين.
وأضاف يوسف، أن جائحة كورونا جاءت لتزيد مخاوف المنتجين لما سببته من كساد اقتصادي علي مستوي العالم فكان علي المنتجين المزيد من خفض المعروض، مشيرًا إلى أن المنتجين يخشون كثيرا من ارتفاع مبالغ لأسعار النفط كونه سيؤدي إلي اللجوء إلى البدائل والاستعاضة بها عن النفط في المستقبل، وهو عكس ما يريده أوبك وحلفاءها من استدامة الطلب علي النفط مستقبلا، ولذلك كان الوصول لأسعار عادلة مناسبة للنفط تتوافق مع المستهلكين هدف أساسي تسعي إليه منظمة أوبك وهو المحدد بما يوازي 60 دولارًا للبرميل.
الغاز الطبيعي المنافس الحقيقي للنفط
من جانبه قال دكتور محمد عبد الرؤوف أمين عام معهد بحوث البترول، إن الغاز الطبيعي أصبح المنافس الحقيقي للنفط وازداد الطلب العالمي عليه لما يمثله من توافق مع البيئة وسهولة استخدامه.
وأضاف عبد الرؤوف أن الغاز أصبح يمثل لمصر الوقود الأمثل والأول في جميع الاستخدامات من صناعة ووقود لجميع نوعيات المركبات، كما أنه الوقود الأمثل لتوليد الكهرباء وكافة الاستخدامات الصناعية والكيماوية والبتروكيماوية.
وأشار الأمين العام لمعهد البحوث، أن مبادرة تحويل وإحلال المركبات للعمل بالغاز الطبيعي تهدف إلي تعظيم الاستفادة من ثروات مصر الطبيعية واكتشافات الغاز التي تمت مؤخراً، كما أنها تدعم توجهات الدولة وخطتها لاستخدام الغاز كوقود بديل عن السولار والبنزين، بما يحقق عوائد اقتصادية ومادية، إلى جانب الفوائد البيئية المتمثلة في تقليل الانبعاثات الضارة للوقود التقليدي.
وارتفعت أسعار النفط في ختام تعاملات أمس بعد بداية منخفضة بفعل بيانات تشير إلى طلب ضعيف على الوقود في موسم القيادة الأمريكي فيما يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أمريكية قادمة.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتًا أو ما يعادل 0.25% إلى 72.40 دولار للبرميل لتقترب كثيرًا من ذروة لم تشهدها منذ مايو 2019.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي 11 سنتًا أو ما يعادل 0.16% إلى 70.07 دولار للبرميل، لتظل قرب أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2018.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء إن مخزونات النفط الخام الأمريكية التي تتضمن احتياطيات البترول الاستراتيجية انخفضت للأسبوع الحادي عشر على التوالي، إذ عززت المصافي الإنتاج، لكن مخزونات الوقود زادت بشدة بسبب ضعف طلب المستهلكين.
وانخفضت مخزونات الخام التي تستثني احتياطيات البترول الاستراتيجية 5.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من يونيو إلى 474 مليون برميل، في ثالث تراجع أسبوعي على التوالي. لكن مخزونات الوقود ارتفعت بقوة.
وفي الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، تراجع الطلب على الوقود في مايو أيار ليصل لأدنى مستوياته منذ أغسطس آب من العام الماضي، مع تسبب موجة ثانية من الإصابات بكوفيد-19 في تعطل التنقل وتقلص النشاط الاقتصادي في البلاد.