الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رئيس الوزراء: مهمتنا تحويل المحن إلى مِنح لصالح قارتنا الإفريقية

مدبولي
أخبار
مدبولي
الجمعة 11/يونيو/2021 - 04:23 م

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة أمام المنتدى الأول لرؤساء هيئات ترويج الاستثمار الإفريقية، الذي تُنظمه الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، تحت شعار "التكامل من أجل النمو"، خلال الفترة من 11 إلى 14 يونيو الجاري بمدينة شرم الشيخ.

واستهل رئيس الوزراء كلمته أمام المنتدى، بنقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للحضور وخالص تمنياته، بأن يُكلل الله جهود القائمين على منتدى رؤساء هيئات ترويج الاستثمار الأفريقية بالنجاح.  

وأشار مدبولي إلى أن المنتدى، الذي يتخذ في أول دورة سنوية له شعار "التكامل من أجل النمو"، ويقام في مدينة السلام شرم الشيخ، يأتي بعد أيام من احتفاء العالم بقارتنا السمراء في "يوم إفريقيا"، الموافق الـ25 مايو من كل عام، باعتباره عيدًا للتحرير الإفريقي، الذي يُواكب ذكرى تأسيس مُنظمة الوحدة الإفريقية، المعروفة حاليًا باسم "الاتحاد الإفريقي". 

وقال رئيس الوزراء: “لعلكم تتفقون معنا أن يوم إفريقيا هذا العام وما سبقه، يأتي مُغايرًا لكل السنوات الماضية، لأنه يأتي في ظل ظروف وتحديات غير مسبوقة عالميًا وإقليميًا، تتطلب منا جميعًا المزيد من التضافر لتعبئة قدرات قارتنا، وإطلاق إمكاناتها؛ لتلبية طموحات شعوبنا في الترقي والازدهار”.

وأضاف: "نواجه اليوم مع سائر دول العالم أربعة تحديات رئيسة على الأقل، يتمثل التحدي الأول في "كوفيد-19"، الذي يواصل انتشاره، لا سيما في العديد من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، في ظل توزيعات غير مُتكافئة للقاحاته لصالح البلدان الغنية، بينما يتعلق التحدي الثاني بالاختناقات التي يُعاني منها جانب العرض العالمي، والقيود المفروضة على السفر، مما يُقوّض وتيرة انتعاش التجارة العالمية، حتى يعود النظام الاقتصادي العالمي إلى سابق عهده".

وأشار رئيس الوزراء إلى أن التحدي الثالث يتمثَّل في مُعدلات التضخم التي تتزايد عالميًا بوتيرة لم نعتدها منذ أكثر من عقد من الزمان، في ظل ماليات عامة مُنْهَكة من تمويل حِزَم التحفيز الاقتصادي لمواجهة "كوفيد-19"، ومستويات دُخول تراجعت في خِضَم تدني معدلات التشغيل، وهو الأمر الذي يزداد سوءًا مع ارتفاع حجم العمالة غير المنتظمة، بينما يتمثل التحدي الرابع في النزاعات التجارية التي تتسارع أحداثها يومًا بعد يومٍ، وترفع من حالة عدم اليقين التي كثيرًا ما عانى منها النظام الجيو - سياسي العالمي، وتُعيد تشكيل التكتلات الاقتصادية وتوازناتها الرئيسة.

ولفت إلى أنه بالإضافة إلى هذه التحديات ذات الصبغة العالمية، فإن قارتنا السمراء تُعاني أيضًا من تحديات ذاتية؛ قائلًا: “بالرغم من أنها ثاني أكبر قارة عالميًا من حيث المساحة، وتضم بين أحضانها مزيجًا فريدًا من الخصائص والموارد الطبيعية، فإنها لا تزال الأكثر فقرًا بين قارات العالم؛ حيث يعيش فيها 70% من فقراء العالم. وهذه النسبة مُرشحة للزيادة بحلول عام 2030”.   

واستكمل مدبولي: “على الرغم من أن الله حبا القارة الإفريقية بسكان يزيد عددهم عن 1.5 مليار نسمة، أكثر من 60% منهم من الشباب في عُمر أقل من 25 عامًا، وهو ما يُمكن ترجمته لقوة منتجة ومستهلكة هائلة، إلا أن مساهمة إفريقيا لا تتعدى 2% من إجمالي الناتج الاقتصادي العالمي، بقيمة 2.6 تريليون دولار أمريكي من إجمالي العالم الذى يبلغ 131 تريليون دولار أمريكي”.

وأكد أن اقتصادات إفريقيا لا تزال تعتمد على السلع الأولية، ما يجعلها أقل مرونة وصُمودًا في مُواجهة الصدمات الاقتصادية وتقلبات الأسعار العالمية، فضلًا عن تواضع دورها في سلسلة القيمة العالمية والإنتاج الصناعي كثيف التكنولوجيا، موضحًا أن صادرات قارتنا من المنتجات المُصنعة لا تتجاوز 20% من إجمالي صادرات القارة، لافتا إلى الصراعات والنزاعات الداخلية، والعمليات الإرهابية، التي تُقَوِّض، بل وتهدم، أية جهود تنموية رامية إلى ترسيخ الازدهار في ربوع القارة.

وتابع مدبولي: “مع تعدد التحديات والصعاب، فإن مهمتنا الرئيسة تتمثل في تحويل هذه المحن إلى منح لصالح قارتنا الإفريقية، لذلك يُفتح لنا شعار المنتدى هذا العام "التكامل من أجل النمو" آفاقا رحبة لواحد من أهم الدروس المُستفادة من جائحة "كوفيد-19"، الذي أيقنته إفريقيا قبل سنوات عديدة، ليُثبت أن في الاتحاد قوة، وفي تعزيز قنوات التعاون المُشترك صلابة، والتحلي بالنظرة الإيجابية والاستباقية مرونة لخُلق مستقبل أفضل، ولبلوغ المُستقبل الذي نصبو إليه، مؤكدًا أنه بإمكان البلدان الإفريقية البناء على العديد من الأطر التنموية والبنية المُؤسسية التمكينية القائمة التي تحتضنها القارة. 

وأوضح رئيس الوزراء: "لدينا أجندة إفريقيا 2063، بما تُمثله من وحدة ورخاء مشترك وسلام، وبدأنا معًا خُطى اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي أشار البنك الدولي إلى أنها قادرة على رفع دخل القارة بنسبة 7%؛ أي 450 مليار دولار أمريكي، والتسريع من نمو أجور النساء، وانتشال 30 مليون شخص من براثن الفقر المدقع بحلول عام 2035، كما تعزز من خُطَانا مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، التي تَصْبو إلى إحداث عملية تحوّل اقتصادي لإنجاز نمو قوي ومُستدام، يتسم بأنه احتوائي وأخضر.. وهذه المقومات مُجتمعة، وَغَيُرها، تؤهلنا لأن نضع أفريقيا في طليعة التنمية، طالما توحدت جهودنا لتعزيز خطى التوسع الحضري، وتعميق عمليات التصنيع الإقليمي، وخلق فرص عمل تُكافح الفقر والحروب وتزرع الرخاء والسلام.

واستطرد قائلا: "في ظل جائحة "كوفيد-19" التي تقود الإنتاج العالمي إلى التحول تجاه سلاسل قيمة أقصر طولا، مع التركيز أكثر على المحيط الإقليمي وليس الدولي، ومع تسارع الاتجاه نحو إحياء السياسات الصناعية المستندة إلى القدرات المحلية؛ فإن لدينا فرصًا غير مُحدودة لتوطين عمليات التصنيع، وخلق سلاسل توريد إفريقية، لتصبح قارة إفريقيا مستقبلًا "مصنع العالم"، والتي طالما كانت سلة غذاء العالم". 

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن ذلك التوجه يأتي مُواكبًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أعلن الفترة من 2016 وحتى 2025، عقد التنمية الصناعية الثالث في إفريقيا، بالإضافة إلى ما أكده مسار أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، التي تصبو لأن تُصبح قارتنا السمراء مزدهرة بمصانعها ومنتجاتها، موضحا أنه لبلوغ ذلك المستقبل المُشرق، فإننا بحاجة إلى إحداث تحولات صناعية جذرية، وضمان توطين تحسينات متتالية في هيكل الاقتصاد الإفريقي؛ حتى نخلق بنية اقتصادية مُبدعة ومتجددة. 

ونوه بأنه في هذه اللحظة يُصبح "رواد الأعمال" و"المستثمرين" قادة هذه المسيرة ووقودها، حيث يحملون على عاتقهم مسئولية تعزيز التقدم التقني والابتكار والابداع الخلاق، ومهمتنا كحكومات أن نُهيئ لهم بيئة الاستثمار الناجزة والمُلهمة للأداء الفعَّال، حتى نُيسر لهم الإنجاز المأمول.

كما أكد أن المنتدى الأول لرؤساء هيئات ترويج الاستثمار الأفريقية 2021، تحت شعار "التكامل من أجل النمو" ، يأتي بدعوة صادقة وطموحة لتتكامل جهودنا التي بدأناها منذ سنوات، ولتوحيد الرؤى والجهود فيما هو قادم، في سبيل تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، مشيرًا إلى أن النهوض بقارتنا عريقة المنشأ، شابة الحاضر والمستقبل، يرتكز في الأساس على تعاون الجميع، مواطنين وشركات أعمال، ومؤسسات مجتمع مدني وحكومات، فالكل مسئول والكل مُشارك من أجل النمو.

وفي ختام كلمته، أعرب رئيس الوزراء عن خالص تمنياته بالتوفيق لأعمال الدورة الأولى من هذا المنتدى، لافتًا إلى أن الأمل يحدوه بأن تنسج المناقشات خارطة طريق إفريقية، نهتدي بها خلال الفترة المقبلة، على أن نلتقي في عامنا القادم لنحتفي بما حققناه من إنجاز، ونتبادل خبراتنا وتجاربنا، التي ستقودنا حتمًا إلى مزيد من الازدهار الإفريقي.

تابع مواقعنا