أطباء "شاومنج"!
متى تتوقف ظاهرة تسريب الامتحانات؟
سؤالي موجه للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم المسئول الأول عن التعليم ومستقبل أبنائنا في مصر؟
الفضاء الإلكتروني أصبح مزدحما بجروبات الغش التي فشلت كل تحصينات وزارته في منعها، وامتحانات الشهادة الإعدادية التي انتهت منذ أيام كشفت استفحال المشكلة.
أسئلة كثيرة فرضتها هذه الظاهرة .. فهل نحن بصدد ثقافة جديدة تتشكل في المجتمع تقوم على الغش والفهلوة؟ فبعض الطلبة وأولياء الأمور أصبحوا أكثر قبولا لها باعتبارها وسيلة للعبور الآمن للنجاح.
العد التنازلي لامتحانات الثانوية العامة بدأ بالفعل، فهل تشهد هي الأخرى عمليات تسريب للأسئلة؟
الدكتور طارق شوقي تعهد بشبكة عنكبوتية نظيفة من شاومينج أشهر مواقع الغش ورفاقه، لكن هل ثمة ضمانات لذلك؟
الاختبار التجريبي لامتحانات الثانوية العامة شهد عمليات غش إلكتروني بررها الوزير بارتفاع تكلفة مواجهتها في النظام الجديد، وادخاره لخطط دفاعه للامتحان الحقيقي! لكن ماذا لو فشلت هي الأخرى؟ ألم يكن الأدعى اختبار تحصينات الوزارة أيضا ؟! ثم وهو الأهم هل المشكلة قاصرة على كيفية تأمين امتحانات الثانوية العامة ومسموح بها في مراحل التعليم الأخرى؟!
القضاء على المشكلة لا يقل أهمية عن اجتياز الامتحانات بدون سقوط "السيستم"، أو تنغيص "السحابة الإلكترونية" والخوادم الذكية وغيرها من المفردات التي استحدثها نظام التعليم الجديد ويحاول القضاء عليها دون جدوى حتى الآن.
هل نشهد في المستقبل أطباء ومهندسين "شاومينج" نجحوا بسبب هذه الآفة -أعني تسريب الامتحانات-، وآخرين "أصليين" اجتهدوا وواصلوا الليل بالنهار للتفوق؟! فعمليات التسريب كانت دقيقة، خاصة في مراحلها الأولى، ولم تظهر تداعياتها بعد.
متى تفتح وزارة التعليم هذا الملف؟ فالدكتور طارق شوقي طالب بدراسة ظاهرة الغش، في اعتراف ضمني منه باستشرائها وكأنه اكتشفها فجأة! والحقيقة أنها ليست وليدة اللحظة، وأنها جزء من حالة الفوضى التي ضربت العملية التعليمية، وتبدأ بغياب هيبة المدرسة وانتشار ظاهرة "السناتر" رغم تجريمها، ولا تنتهي بعدم انتظام حضور الطلبة واللجوء لأي وسيلة للنجاح حتى ولو كان بالغش.