الثورة العربية الكبرى بدأت بطلقة من بندقية الشريف حسين.. تعرف على الأسباب
كانت شرارة الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني عام 1916، طلقة واحدة أطلقها الشريف حسين بن علي، فجر يوم 10 يونيو في مكة المكرمة، لتتسع بعد ذلك الدائرة لتنتقل الثورة إلى أقطار أخرى، فوصلت بلاد الشام وإسقاط الحكم العثماني فيها، وفي العراق.
أما عن أسباب انطلاق الثورة الكبرى، فكان أهمها اتباع سياسة التتريك، تردي الوضع الاقتصادي في البلاد التي يحكمها الأتراك، التجنيد الإجباري للعرب من قبل الدولة العثمانية، كما أن احتقار العرب والنيل كرامتهم في مناهج التعليم.
كانت أهداف الثورة العربية خلع طاعة الدولة العثمانية، وإقامة دولة عربية، أو اتحاد دول عربية يشمل شبه الجزيرة العربية نجد والحجاز على وجه الخصوص، وتمكن جيش الثورة العربية الكبرى بقيادة فيصل بن الحسين، وبالتعاون مع مسلحي القبائل، من تحقيق انتصارات عسكرية، وكسر الجيش العثماني على طول خط القتال الممتد من المدينة المنورة وحتى دمشق؛ وتمكن بعد تجاوزه العقبة من تسريع تقدمه مع دخول الجيش البريطاني بقيادة الجنرال إدموند ألنبي من سيناء إلى فلسطين ومنها على طول الخط الساحلي حتى لواء إسكندرون؛ وفي آخر سبتمبر 1918 انسحب الأتراك من دمشق، وقبلوا بهدنة مودروس، ثم نهائيًا في معاهدة سيفر التنازل عن أملاكهم في نجد، والحجاز، وبلاد الشام، والعراق، وقيليقية، ومصر.
بعد الانتصار العسكري للثورة، استقر الرأي لإقامة اتحاد أو تحالف دول عربية بدلاً من دولة عربية واحدة، على أن يرأسها الهاشميون، فيكون الشريف الحسين بن علي ملكًا لشبه جزيرة العرب، والأمير فيصل ملكًا لسوريا، والأمير عبد الله ملكًا للعراق؛ إلا أنّ عداء الفرنسيين للأمير فيصل، واحتلالهم سوريا، منعه من تحقيق غايته، فتوّج ملكًا على العراق، وتمكّن الأمير عبد الله من انتزاع تاج الأردن بوصفه "سوريا الجنوبية" وما فتِئ يطالب بمشروع سوريا الكبرى حتى وفاته، وأما الشريف الحسين بن علي، فقد زالت مملكته في الحجاز عام 1926 على يد السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.