تقرير علمي: القاهرة مصدر أساسي لتلوث الهواء في مصر
أوضحت ورقة بحثية مشتركة بين مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا “سيداري”، ومكتب مؤسسة فريدريش إيبرت في مصر، أنه لا يزال هناك تحديان يشكلان أكبر تهديد على أي تقدم في هذا المجال.
وبحسب ورقة السياسات المعنونة بـ"المناطق منخفضة الانبعاثات "LEZs"، والمتطلبات الأساسية لإنشاء مدن مستدامة وتوفير هواء نظيف في مصر"، التحديان هما نوبات الانقلاب الحراري، وجودة وقود السولار.
1- نوبات الانقلاب الحراري
وهي ظاهرة جوية قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة تلوث الهواء الحالية، خاصة بسبب تكوين طبقة الانقلاب الحراري أو انقلاب درجة الحرارة، وتلك تحدث عادة في فصل الخريف في القاهرة الكبرى، وقد تحدث في أوقات أخرى من العام.
ويشير التقرير العلمي إلى أنه عند تكون هذه الطبقة على ارتفاعات منخفضة، فإن تركيز تلوث الهواء المحبوس يكون أعلى، لذلك فإن ارتفاع طبقة الانقلاب الحراري أو ما يعرف بالخلط، يعد عاملًا مهمًا.
ووجد الفريق البحثي الذي أعد ورقة السياسات الصادرة عن مركز "سيداري" بدعم من مؤسسة "فريديريش إيبرت" أن تلوث الهواء الحالي الناتج عن عوادم السيارات والمصادر الأخرى، سيستمر في إحداث ظاهرة "السحابة السوداء".
2- جودة وقود السولار
يحتوي وقود السولار المستخدم في مصر على نسبة كبريت عالية جدا تزيد عن 100 مرة عن المستويات المقبولة عالميًا، وهو ما يعد مصدر قلق ليس فقط لانبعاثات أكاسيد الكبريت SOX، ولكن أيضا لأن هذا الملوث يمنع استخدام أجهزة التحكم في الانبعاثات في مركبات النقل الثقيل التي تستخدمه، مثل مرشحات جسيمات الديزل ومحفزات أكسدة الديزل "السولار".
ويؤدي استخدام وقود الديزل المعروف في مصر باسم السولار، إلى إطلاق انبعاثات غير محكومة من ملوثات أخرى، ويرى تقرير "المناطق منخفضة الانبعاثات (LEZs) والمتطلبات الأساسية لإنشاء مدن مستدامة وتوفير هواء نظيف في مصر"، أن البنزين بديلًا ذا جودة مقبولة بالمقارنة بالسولار.
ظاهرة طبيعية
خلص التقرير إلى أن ظاهرة الانقلاب الحراري ظاهرة طبيعية، ويمكن التنبؤ بها لأخذ التدابير الاحترازية المناسبة في المدن.
ويقترح أعضاء الفريق البحثي عدة أمثلة يمكن تبنيها لتخفيف حدة الانقلاب الحراري، مثل إنشاء إدارة مؤقتة لمصادرة الانبعاثات تُعنى بفرض قيود جزئية على المركبات، والحد من الإنتاج الصناعي، إرسال الإخطارات من خلال المدارس والنوادي الرياضية والوسائط الإعلامية.
وعد البحث الإعلان في توقعات حالة الطقس، واحدًا من تلك الإجراءات؛ لتحذير الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، وعدم ممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق، وإغلاق ملاعب كرة القدم.
تعد منطقة القاهرة الكبرى منطقة شديدة الانبعاثات، ومصدرًا أساسيًا لتلوث الهواء في مصر، تليها المدن الأخرى ذات الكثافة السكانية الكبيرة والنسبة المتزايدة في ملكية المركبات.
وإلى جانب البيانات المرصودة بشأن تلوث الهواء من الشبكة الواسعة لجهاز شئون البيئة، يعد مستوى التلوث أيضًا مرئيًا بشكل عام للأشخاص العاديين، كالتلوث الذي يحيط بالغطاء النباتي والمباني، تمثل ظاهرة حرق قش الأرز أحد الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء، إلى جانب ظاهرة حرق النفايات في الهواء الطلق، لكن قلت حدة هاتين الظاهرتين تدريجيًا بفضل الجهود الناجحة المبذولة من جانب الجهات المختصة متمثلة في وزارتي البيئة والزراعة.