الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

5 فرضيات حول دوافع "حماس" بعد التسجيل الصوتي للجندي الإسرائيل "منجيستو"

مروان عيسى الرجل
سياسة
مروان عيسى الرجل الخفي في حماس مع شاليط
السبت 12/يونيو/2021 - 02:35 م

وصلت صفقات تبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلى والعربي، منذ العام 48 وحتى اللحظة، إلى نحو 35 صفقة، أشهرها صفقة "وفاء الأحرار" في أكتوبر 2011، والتى خرج بموجبها "جلعاد شاليط" أشهر أسير عسكري إسرائيلي لدى حماس، مقابل إطلاق 1027 أسيرًا فلسطينيًّا من سجون إسرائيل من بينهم يحيى السنوار الرئيس الحالى لحركة "حماس" فى قطاع غزة ، بعدما تدخلت القاهرة لإنقاذ الصفقة إثر فشل وساطات أوروبية.

مروان عيسى الرجل الخفي في حماس مع شاليط

فى غمرة احتفالات حركة "حماس" بـ"انتصار المقاومة" فى الحرب الأخيرة، تحدث السنوار  عن الرقم 1111، قائلا "تذكروا هذا الرقم جيدا"، دون أن يفصح عن مضمونه، لكن إعلام "كتائب القسام" سرعان ما أزال الغموض الذى يحيط بالرقم، مشيرا إلى أن الحركة تعتزم التفاوض على إطلاق سراح 1111 أسيرًا فلسيطينيًّا.

حركة "حماس" سربت يوم 6 يونيو الجاري تسجيلا صوتيا للجندي الإسرائيلي الأسير لديها  أفيرا منجيستو، يقول فيه: "إننى أموت كل يوم من جديد، وآمل أن أكون فى حضن عائلتى قريبا".

مروان عيسى رجل الظل مع السنوار

توقيت إذاعة التسجيل يثير عددًا من الأسئلة، أهمها لماذا تمنح حماس، إسرائيل، معلومة مجانية عن الأسير منجيستو، وهي التب تؤمن بمبدأ: "كل معلومة بثمن"؟. هذا المبدأ الذى عززته "حماس" فى صفقة "وفاء الأحرار" عندما استجابت سلطات الإحتلال الإسرائيلى لشرط الحركة بإطلاق سراح 21 امرأة فلسطينية مقابل حصول تل أبيب على تسجيل مصور لـ"شاليط" يثبت وجوده على قيد الحياة، حيث ظهر شاليط للحظات فى التسجيل حاملا عدد اليوم نفسه من جريدة "فلسطين". 

 

ليس من الصعب التكهن بتحديد دوافع "حماس" المحتملة من وراء إذاعة التسجيل الأخير، لكن السؤال العالق يبقى عن أى الدوافع أقوى من الآخر وفق مقاربة الحركة للتعامل مع الخلل الحالى سواء في توازنات الداخل السياسى الإسرائيلي، أو الداخل الفسطيني؟

 

وفى هذا الإطار يمكن طرح خمسة فرضيات حول دوافع حماس من توقيت إذاعة التسجيل ومضمون كلمات منجيستو العاطفية والمؤلمة "أموت كل يوم من جديد":

 

مروان عيسى رجل الظل في حركة حماس

الفرضية الأولى: ربما أرادت "حماس" - مستندة إلى قوة دفع إقليمية - بعث رسالة ضغط إلى تل أبيب المضطربة سياسيًّا كنوع من الحافز السلبي للمضي في صفقة أسرى جديدة تعزز فرص التوصل إلى هدنة طويلة، ما يمكن "حماس" من ترميم خسائرها العسكرية، ويخلق بيئة إيجابية تمكن الحركة من استثمار الخلل الراهن فى توازنات الداخل الفلسطينى والذى يميل لصالحها، عبر الانتقال إلى الخطوة التالية وهى إعادة ترتيب البيت الفلسطينى ودمج الفصائل تحت راية واحدة وهى منظمة التحرير الفلسطينية، مقابل حصول حماس على مزيد من النفوذ داخل المعادلة السياسية الفلسطينية الجديدة.

 

الفرضية الثانية: الضغط على النخبة السياسية والأمنية الإسرائيلية في توقيت شديد الحساسية من أجل إجراء صفقة تبادل أسرى فى أسرع وقت ممكن، ووفقًا لرؤية حماس، فيما يبدو "وضع للسكين على رقبة أي حكومة إسرائيلية مقبلة" للقبول بشروط المقاومة فى هذا الشأن، فى مسعى لتحقيق انتصار جديد وتعزيز شعبيتها.

 

الفرضية الثالثة: تعرية نتانياهو عبر وضعه فى صورة العاجز عن إطلاق سراح أسراه منذ العام 2014-2015، أو فى صورة غير المكترث بألم هؤلاء الأسرى وبعائلاتهم المكلومة، وهو ما يسهم فى تكبيد نتانياهو مزيد من الخسائر فى شعبيته ويضعف موقفه فى التفاوض على تشكيل حكومة.

 

الفرضية الرابعة: تعميق الهزيمة النفسية التى تلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلى بعد التغييرات الإستراتيجية التى أحدثتها صواريخ المقاومة فى الحرب الأخيرة، وذلك بهدف قطع الطريق على أى حكومة إسرائيلية من التفكير السهل فى التصعيد مجددا.

 

الفرضية الخامسة والأخيرة: والتي تتقاطع مع تحليلات إسرائيلية - فتذهب إلى أن "حماس" أرادت أن تعزز صورتها كـ"رابح أكبر" فى هذه الحرب، بعدما تلقت البنية التحتية لها ضربات موجعة فى الأيام الاخيرة من الحرب.

 

هذه الفرضيات سيجرى اختبارها مع الوقت، لكن تظل الفرضية الأولى، هى الأقرب إلى الواقع الحالى فى تقديرى، فى ظل اندفاع "حماس" الواضح نحو إنجاز صفقة تبادل أسرى سريعة ورابحة تفضى إلى اتفاق هدنة طويلة، ما يمكنها من ترميم خسائرها العسكرية واستثمار الخلل الراهن فى توازنات الداخل الفلسطينى والذى يميل لصالحها، فى اتجاه انتزاع الشرعية الدولية المفقودة واكتساب مزيد من النفوذ فى المعادلة السياسية الفلسطينية عبر الإندماج فى منظمة التحرير الفلسطينية وتغيير موازين القوة داخل المنظمة، وهى الفرضية التى يعززها استعجال الضغط على إسرائيل عبر بث تسجيل منجيستو، وتواجد الرجل الأقوى فى "حماس" والمسيطر على "كتائب القسام" مروان عيسى فى القاهرة ضمن وفد الكتائب، لحسم صفقة تبادل الأسرى التى ترعاها القاهرة من قبل الحرب الأخيرة بثلاثة شهور.

تابع مواقعنا