صدور الاغتراب في الرواية العربية المعاصرة لأيمن حماد
صدر حديثًا كتاب "الاغتراب في الرواية العربية المعاصرة"، للدكتور أيمن حماد، عن مركز الكتاب الأكاديمي بالأردن، يرصد عبر خمسة فصول وخاتمة، ظاهرة الاغتراب، وأثرها في البناء الفني للرواية المصرية في الفترة من “1952 – 2000”.
ينطلق الكتاب من المرحلة الزمنية محل الدراسة شهدت أحداثًا وتحولات سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية كبرى في حياة المجتمع، وانعكس ذلك على الإبداع الأدبي المصري عمومًا، وعلى الرواية على وجه الخصوص، وكان ذلك مسوغًا لدراسة نماذج من أعمال روائي هذه الفترة دراسة تحليلية فنية، تجلى من خلالها اهتمامهم الكبير بالتجريب، من حيث الاستفادة من التقنيات الحديثة في السينما والفنون التشكيلية، وتوظيف المذكرات والوثائق والرسائل وإنجازات علم النفس وغيرها في كتاباتهم، تعبيرًا عن الواقع المعيش وتناقضات الحياة وفوضاويتها، وتشيء العلاقات الإنسانية واغتراب الإنسان وإحباطاته، وذلك عبر أربعة عشر عملًا روائيًا شكلت متن الدراسة الأساس.
افتتح أيمن حماد الدراسة بتمهيد حول مفهوم الاغتراب، وأبعاده، والاغتراب في الفكر العربي، وكذلك في الفكر الغربي وأهم الدارسين له في كليهما، ورصد الفصل الأول بواعث اغتراب الروائي المصري في فترة الدراسة، عبر تناول مسببات هذا الاغتراب الذي انعكس في أعمال الروائيين، من خلال تناول الأحداث والتحولات التي مرت بالمجتمع وأثرت في الروائيين كثورة 23 يوليو سنة 1952 وما ترتب عليها من سياسات وقرارات، وهزيمة 5 يونيو سنة 1967 وما ترتب عليها من نتائج على أفراد المجتمع عامة والكتَّاب خاصة، وسياسة الانفتاح الاقتصادي وأثرها على مختلف طبقات الشعب المصري، ووضع المرأة في المجتمع واغترابها نتيجة التهميش والقمع.
ورصد الفصل الثاني الشخصية الروائية المغتربة، وتناول الفصل الثالث الاغتراب المكاني، عبر دراسة مفردات اغتراب المكان، كاغتراب المدينة، والصحراء، والبيت، والغرفة، والزنزانة، والمقهى، وتأثيرها على الشخصية المغتربة، وكل ذلك مسبوق بتمهيد عن المكان وفلسفته وتحولاته في الرواية، فيما تناول الفصل الرابع الاغتراب الزماني، حيث عرض لتغير المنظور الزمني للمادة الروائية لدى الكتاب المعاصرين، وأثر الزمن في اغتراب الشخصية وموقفها من الزمن، والذي تراوح بين هوسها بهذا الزمن وإلحاحه الدائم عليها ومحاولتها تغييب الزمن والهروب منه، ثم أثر الليل وثقله عليها وخوفها واضطرابها وشعورها بالقهر إزاءه.
وجاء الفصل الخامس والأخير عن التجليات الفنية للاغتراب، حيث لجأ الكتاب لعدة وسائل وتقنيات، كالحلم والمونولوج ومناجاة النفس والحوار، واستعادة التراث بمختلف أشكاله، عبرت من خلالها الشخصيات عن اغترابها وضياعها وموقفها من المجتمع المعيش، وفي الخاتمة أوجز أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.