الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"القيادة بالحب" في بني سويف.. "مهني وشاهين" نموذجًا

السبت 12/يونيو/2021 - 06:35 م

كثير من الأشخاص الذين يجلسون في مكاتبهم ويصدرون الأوامر والتوجيهات لمن يقومون بالتنفيذ؛ يظنون أنفسهم قادة، وهم بذلك مخطئون لأنهم لا يعلمون الفوارق الجوهرية الكبيرة بين مفهومي الإدارة والقيادة، فإذا كانت الإدارة تسييرًا للعمل المؤسسي وفق خطط وتوجيهات وطرق محددة، فإن القيادة تحتاج فوق ذلك إلى سمات شخصية خاصة ومواهب ومهارات لا توجد لدى الكثيرين، والتي بموجبها يؤثر القائد في الآخرين فيبذلون أقصى ما بوسعهم من جهد لتحقيق المهام والتكليفات على أحسن وجه وأتمه،  فكل قائد يمكن أن يكون مديرًا وليس كل مدير يصلح أن يكون قائدًا.
وتعبير "بالحب" هنا لا يعني- كما هو شائع في بعض الأوساط- التغاضي عن بعض المتطلبات أو تمرير مخالفة ما تطييبًا لخواطر أناس معينين ومراعاة للمحسوبيات، وإنما هو نمط من أنماط القيادة تم التنظير له حديثًا وإن كانت له أصول وشواهد عملية منذ قدم التاريخ.

والقيادة بالحب- كما شرحتها الكاتبة الأمريكية كاثلين سانفورد (Kathleen Sanford) مؤلفة كتاب(Management by love)- لها خمسة أركان تتمثل في: حب المنظمة وحب العاملين وحب العملاء وحب المجتمع والثقة بالنفس (الرضاء النفسي)، وتنعكس ملامحها في كيفية الأداء وطبيعة العلاقات بين القائد ومن حوله.

ومن واقع التجارب العملية أستطيع أن أقدم نموذجين للقيادة بالحب من مؤسستين مختلفتين في محافظة بني سويف وعلى وجه التحديد بمدينة الفشن التي أنتمي إليها، أضحى كل منهما جديرًا بحب المواطنين وتقديرهم، ومصدر إلهام وتحفيز لمن يعملون تحت إدارته، فصارت نجاحاته بادية للجميع.

أما النموذج الأول فهو العقيد محمود نبيل مهني مأمور مركز الفشن الذي يتجلى حبه لعمله في حرصه على سيادة الانضباط، وهو في ذلك يقدم من نفسه قدوة حسنة لمن يعملون معه في الفترتين الصباحية والمسائية، كما أن بابه مفتوح لكل المواطنين وأرقام تليفوناته معلقة على جدران المؤسسات، يستمع إلى المشكلات باهتمام واتزان ويُعمل فراسته في تحليلها واستنباط المسكوت عنه والتوصل إلى حلولها المناسبة، ويحرص على تنفيذ القانون مع مراعاة حقوق الإنسان، ويشهد كل مواطني المدينة بمتابعته لأدق الأمور وأجلها وإلمامه الكامل بأحوال القرى التابعة للمركز، كما أن جولاته الميدانية اليومية تبث في نفوس المواطنين شعورًا بشيوع الأمن والأمان، فهو شخصية تتمتع بالدقة والتنظيم، والرؤية الثاقبة، والقدرة على التحفيز، والثقة الكبيرة بما لديه من قدرات وإمكانيات ومبادئ، رجل شرطي من طراز رفيع أسهم في تقوية العلاقة بين المواطنين ورجال الشرطة.

وأما النموذج الثاني فهو المهندس محمود شاهين، رئيس مجلس مدينة الفشن، الذي يثير عجبك في كيفية قضاء أوقاته، فأنت تجده ليل نهار يستقبل المواطنين بمكتبه ويتابع مطالبهم بنفسه، وإن أحالها إلى موظف مختص لا ينسى تفاصيلها لما يتمتع به من ذاكرة قوية، يأنس المواطن منه رحابة صدر عند عرض مطلبه ويلاحظ فيه صرامة تعززها أصوله الصعيدية في تطبيق القانون، ولديه عقلية تقدمية وطموح جارف نحو التطوير والتحديث، وهو ما يلمسه سكان مدينة الفشن في تطوير الطرق وتنفيذ كورنيش ترعة الإبراهيمية ومشروع النظافة ومكافحة الإشغالات ومتابعة الإجراءات الوقائية والاحترازية.  

يشهد العاملون تحت قيادته بقدرته على التخطيط، وذكائه العقلي والاجتماعي، وثقافته، والتزامه الخُلقي، وهي أمور تسري عدواها منه إلى نائبه أشرف حمزاوي ورؤساء الوحدات الفرعية مثل ضياء الدين إبراهيم وخالد عبد الحفيظ... وغيرهم.

وإلى هنا أقول إن مدينة ومركز الفشن أصبحت أمامها فرصة عظيمة لم تواتِها من قبل للانطلاق في سماء التقدم والازدهار والتطوير، ذلك أن الله جعل من نصيبها في الوقت الحالي كوكبة قيادية تقدم أفضل نموذج يحتذى به في الانضباط وحسن النهوض بالمسؤولية، على رأسها "مهني وشاهين".

تابع مواقعنا