"رقص الغبار".. شعر علي الشيمي
يا مُرسِلَ الخَيباتِ في عَثَراتِي
رَقصُ الغُبارِ أَبَاحَ سِرَّ فُتَاتِي
كم جَفوةٍ أُجفيتُها مُتحمّلًّا
بعد الجفاءِ مَرارةَ الصدَمَاتِ!
تعبَتْ من الحُزنِ المريرِ حُشَاشتِي
وتعبتُ مِنْ صبرِي ومن خَيبَاتِي
أفكلمَا شَقّ النسيمُ طريقَهُ
نحوِي؛ ليطفِئَ حُرقَةَ الدّمعَاتِ
وَيَؤُمَّ في وجدِي صلاةَ مُؤَمَّلٍ
خمدَ العَبيرُ بِمُدخَلِ الزّهراتِ؟
أفكلمَا مَرّ الغمامُ مجمّعًا
فوقِي.. تَشظَّى سَالِبَ القطَراتِ؟
وحدِي وحرُّ الشمسِ يلفَحُ خاطِري
ويُذيبُنِي كَالثَّلجِ في الطُرُقاتِ
وحدِي ولا جِسرٌ وخلفِي حَيَّةٌ
تسعَى وَيَرقُبُ سُمُّهَا زَفَراتِي
يَا كيلُ، إنّكَ قَد طفَحتَ وَلمْ يَعُدْ
فِي الصّدرِ مُتّسعٌ مِنَ اللسعَاتِ
ضَرعُ التَّخاذُلِ لا تَزالُ فُيوضُهُ
تُزكِي وترفُدُ هَذهِ الحَلمَاتِ
أُلقِيتُ للأحزانِ تنهَشُ أَضلُعِي
وَتَخِيطُنِي الطعنَاتُ بالطّعنَاتِ
وَدَمِي المُوزَّعُ فَوقَ قُضبانِ الأسَى
يحكي تَواريخًا عَلَى العَرباتِ
يمضِي قِطارُ اليأسِ يُمِسِكُ مِنجَلًا
بِشِمَالهِ يَجتَثُّ لِي شَتَلاتِي
غَرسِي الشّتِيتُ عَلَى الجَوانِبِ مَيِّتٌ
يبكِي عَلَيَّ وَكَمْ أُريقَ شَتَاتِي!
وَالآنَ يعلُو صَوتُ دمعِي مَرّةً
أخرَى وَليسَتْ آخِرَ المرّاتِ