"لمحاربة ملل دراسة اللغة".. مصريات في هولندا يُساعدن أطفال العرب في تعلم العربية على طريقتهن الخاصة
على غرار التطبيق الإلكتروني "اتكلم عربي"، أوجدت سيدات مصريات في هولندا على طريقتهن الخاصة سبيلا لتعليم اللغة العربية للأطفال المصريين والعرب، مستعينات بالتطبيق وأنشطته المختلفة التي يقدمها لجذب الأطفال وتسهيل عملية التعلم.
الأمر وفق عدد منهن جاء بدافع حبهن النابع للغة العربية، وحرصهن على تشجيع أطفالهن للتحدث بلغة آبائهن، لإيمانهن بأن اللغة هي الهوية، وتدعيمًا للمبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، التي أطلقتها وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج.
"اللغة العربية عندنا دراسة حرة".. بتلك الكلمات بدأت رحاب أمين المصرية المُقيمة في هولندا، حديثها بأن الطفل العربي هو سيد الموقف وإذا لم يأتِ لتعلم اللغة العربية وحده فلن يستطيع أحد أن يجبره عليها، مُشيرة إلى أن هناك طفلًا عربيًا يتعلم اللغة منذ ثلاث سنوات وحلمه أن يُقيم في مصر.
وتعمل رحاب أخصائية تخاطب منذ 15 سنة، وتقول في حديثها لـ"القاهرة 24"، إنها منذ سفرها إلى هولندا وهي تعلم اللغة العربية للأطفال العرب في المساجد أو المراكز الإسلامية، مُشيرة إلى أنها لاحظت من خلال تعاملها معهم جملة "اللي انت بتعمليه ده ممل"، وهو ما جعلها تبتكر طريقة أخرى كي تحارب فكرة “ملل تعلم اللغة العربية”، واتجهت لصناعة مجلة تحت مسمى "ألف"، وهي عبارة عن محاكاة لتعليم اللغة لغير الناطقين بها، ويوجد بها عدد من الأنشطة، مسترسلة: "سنة والتانية لاحظت أن الطفل جاي وهو مبتسم".
ووجدت رحاب في تطبيق “اتكلم عربي” طريقًا ليُساعدها على انجذاب الطفل بشكل أعمق في حب اللغة وتعلمها، حيث اتفقت مع مجموعة من السيدات في هولندا على تدعيمه من خلال توعية الأمهات باستخدامه لأولادهن ومدى أهميته، مسترسلة: “بنتكلم مع السيدات في الجروبات الخاصة بنا ونفهمهم أهمية إن ابنها يتكلم عربي”، مضيفة “ببتدي مع الطفل إني احببه الأول وبعدين بقوله التطبيق ده هيساعدك اكتر”.
وحرصت رحاب على إصدار نسخ من مجلة “ألف”، تُبرز تاريخ الأهرامات والفراعنة تزامنًا مع نقل المومياوات الملكية لتعريف الأطفال بشكل مبسط عن التاريخ الحضاري المصري.
"التطبيق داعم لينا وهيدينا دفعة".. تحكي السيدة المصرية أن وجود التطبيق يساعد الأطفال العرب ويشجعهم بجانب بشكل أكبر على حب اللغة العربية وتعلمها، مسترسلة: "هدفنا أن التطبيق يوصل لعدد كبير من الأطفال" ولذلك أعلنوا عن التطبيق خلال صفحات المجلة التي يُقبل عليها الأطفال والأمهات من خلال "كود" ليصل التطبيق إلى عدد كبير من القراء، مختتمة حديثها أنه إذا تكاتفت جميع الأيادي في تلك المبادرة من الممكن أن يصل التطبيق إلى الأجانب.
من جانبها، قالت المصرية ولاء إسماعيل، المُقيمة في هولندا، إنه منذ أن أطلقت وزارة الهجرة المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، كانت هي من الداعمين لها هناك، ولذلك أنشأت جروب خاصًا للتحدث باللغة العربية فقط تحت مسمى "مصريات هولندا ونساء العرب"، وبعد انتشار كورونا وابتعاد الأطفال عن تعلم اللغة العربية بشكل كبير، طالبت من المُعلمات في الجروب بالمشاركة مجانًا لتقديم حصص للأطفال لتعليم وتقوية اللغة العربية، مسترسلة: “اللغة العربية مهمة ولازم نحافظ اننا نعلمها لأبنائنا”.
تحكي عضو الاتحاد الأوروبي للمرأة العربية والمصرية في أوروبا في حديثها مع "القاهرة 24"، أن المُعلمات بدأن يتشاركن معًا من خلال تطبيق "زووم"، مُشيرة إلى أن 90% منهن مصريات يعشن في هولندا وألمانيا وبلجيكا مع العرب، مؤكدة أن تطبيق "اتكلم عربي" يُساعد المُعلمات المتطوعات في تعليم الأطفال على تحدث اللغة العربية بشكل سليم وتطوعي.
تحكي المصرية أن رغم من تجمعهن على هدف واحد وهو تعلم اللغة العربية لأولادهن إلى أنهم استطاعن بناء علاقات قوية مع بعضهن، مؤكدة روح الأُلفة بينهن وتجمعهن في مختلف المناسبات.