فحص الجاموسة بـ100 جنيه.. العم عبدالفتاح العساس بيطري عرفي بالوراثة (فيديو وصور)
"العساس" مهنة قديمة مُتوارثة عن الآباء والأجداد، وهي إجراء اختبار الحمل للمواشي بأنواعها لمعرفة "العُشْر" من الفارغة ومعرفة مدة الحمل، قبل الشراء والبيع، حيث يتوجه “العساس” إلى الأسواق الخاصة ببيع الماشية، مُتخذًا مكانًا مُخصصًا له ضمن هذا السوق، يقوم باستئجاره من مُلاك السوق، كونها مهنة لا غنى عنها.
العم عبدالفتاح عبدالواحد، أشهر عساس في أسواق محافظة قنا، يقول لـ"القاهرة 24"، إن لكل “بهيمة” طريقة في معرفة ما إذا كانت عُشْرًا أم فارغة، موضحا أنه يستخدم يده للوصول إلى رحم الجاموسة لتحسس ما بداخلها من حمل، لكن هذه المهنة تختلف باختلاف نوع الماشية.
يتنقل العم عبدالفتاح عقب صلاة الفجر يوميًا على مدار 40 عاما، بين أسواق الماشية لممارسة عمله في فحص البهائم، لمعرفة ما إذا كانت فارغة أو عُشر بمقابل مادي يصل إلى 100 جنيه إذا تبين أنها عشر، بينما يحصل على نصف هذا المبلغ إذا كانت فارغة.
ويشير عساس البهائم إلى أن تلك المهنة مصدر رزقه، وتوارثها عن والده وجده، ويستطيع أن يكتشف البهائم التي تعاني من مرض، وعمل فحص لمعرفة إذا كانت عُشرا من عدمه، مردفًا: "بروح لجميع الأسواق لأن التواجد في السوق هو أكل عيشي الوحيد".
وتابع: “مهنة لايعرفها الكثيرون، لكنها تشتهر في أسواق البهائم، ويعرفها الكثير من الفلاحين والراغبين في شراء الماشية أو الأبقار (كشاف البهائم).
يطلقون على العساس لقب الطبيب، وذلك لقدرته على معرفة البهائم الحامل سواء من الأبقار أو الجاموس والماعز، مُكتسبًا هذه المهنة عن طريق التوارث، دون دراسة علم أو تخصص في أحد الجامعات، وتحولت إلى مصدر رزقة الوحيد، فهو عامل أساسي في تقييم سعر الشراء.
ويؤكد العساس، أن مهنة الكشف على البهائم، تعتمد في الأصل على الضمير والأمانة، خاصة أن البعض يعرض عليه رشاوي مُقابل الغش في فحص البهائم، قائلًا: "في اللي بيعرض عليا فلوس عشان أكذب في مدة عشر البهيمة اللي بفحصها، لكن برفض لأن دي أمانة هتحاسب عليا قدام ربنا".
وعن الأخطاء التي يقع بها العساس قليل الخبرة وفق العم عبدالفتاح، أن هناك بعد الماشية، تكون مُصابة بصديد في الرحم، يعتقد العساس أنها عُشر في 4 أشهر، مُعلقًا: "ده اللي بيفرق ما بين عساس والتاني".
واختتم حديثه: "مهنة العساس وراثة مش دراسة، فأنا ورثت المهنة عن والدي وجدي، وعلمتها لأولادي الاثنين، وعلمتهم الضمير والأمانة، لأن شغلانة العساس تحتاج أن يكون الشخص عنده ضمير، لأن هناك أشخاص يُظهرون ما يخالف ضمائرهم، ويقومون بتزكية عملية بيع (البهيمة) على الرغم من وجود عيوب فيها، وهذا يخالف تعاليم الإسلام".