الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رحلة البحث عن الشهرة عبر تيك توك.. كيف تواجه الدولة والأسرة المحتوى المبتذل على الإنترنت؟

التيك توك
كايرو لايت
التيك توك
الثلاثاء 15/يونيو/2021 - 03:28 م

من رقص وعري وحركات غير لائقة، حتى الطبخ في غرفة النوم، مواقف عديدة شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة عبر تطبيق "تيك توك"، حيث أثيرت حالة من الجدل والسخرية الممزوجة بالغضب، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد رؤية سيدة تدعى "أم نور" - كما أطلقت على نفسها - وهي تحضر الطعام جالسة على السرير وأمامها البوتاجاز، لتكون هذه بداية دخولها عالم الشهرة عبر "تيك توك".

أم نور

هل يمكن منع التيك توك من مصر؟

قال المهندس محمد الفناجيلي، استشاري إدارة المعلومات، إن الهدف الرئيسي لاستخدام التيك توك هو المكسب المادي وتحقيق الشهرة، لأنه في حالة تم نشر نفس الفيديو على يوتيوب ستكون الأرباح أقل، مضيفًا: "التيك توك يعتمد على الثواني والدقائق القصيرة، لذا يستقطب المتابعين بسرعة".

وأضاف فناجيلي خلال حديثه مع "القاهرة 24": "60% من المستخدمين، شباب تحت السن القانوني، والمحتوى غير مراقب، مثل اليوتيوب وفيسبوك، وهو المنصة الوحيدة بالوطن العربي التي تساعد المستخدم في الوصول".

المهندس محمد فناجيلي

وتابع: "مصر لا تستطيع منع استخدام التيك توك، لأن الناس ستلجأ إلى استخدامه بشكل غير قانوني بعدة طرق أخرى، كما أنه يدخل عملة صعبة للبلاد، لذا تقوم السلطات المسئولة بمراقبة التيك توك وجميع المنصات الأخرى، وفي حالة خرج المستخدم عن النص والأخلاق العامة، أو نشر محتوى مبتذل منافٍ للآداب، سيتعرض للمحاكمة، مثل ما حدث مع حنين حسام ومودة الأدهم وغيرهما". 

ونصح الوالدين بضرورة إلغاء متابعة الأشخاص الذين يقدمون محتوى مبتذلًا، وتجنب الانتقاد السلبي، لأن هناك ما يسمى (الفضول المصري) وهو ما يساعد على زيادة عدد المشاهدات، فهو بمنزلة البنزين، مثل ما حدث مع (أم نور) التي ظهرت مع وسائل إعلام.

أضرار التيك توك النفسية

يقول الدكتور هشام ماجد، الطبيب النفسي والمحاضر الدولي، إن قصر مدة الفيديوهات المتوفرة عبر تطبيق "تيك توك" هي الفخ الحقيقي الذي يجذب الناس إلى هؤلاء الفئة، وهو بمنزلة الوصفة السريعة للمتابعين، وحلم النجاح السريع لأصحاب النفس القصير، مضيفًا أن هذا التطبيق له العديد من الأضرار النفسية الجسيمة على المستخدمين والمجتمع بأكمله.

يوضح "ماجد" مخاطر استخدام تطبيق "تيك توك" النفسية، وهي العزلة النفسية، حيث يفضل الناس العالم الافتراضي والعيش وراء الشاشات، بالإضافة إلى كونه مصدرًا للتحرش، لأنه يشكل أشخاصًا من جميع دول العالم، ويسبب أيضًا اضطرابات شخصية لمن يستخدمونه، لأن بعض الأشخاص يحبون سماع كلمات إطراء، ولفت الانتباه، حتى لو كان بالتعري والألفاظ الجنسية.

وأضاف المحاضر الدولي، في تصريحات لـ"القاهرة 24": "يسبب التيك توك إيذاء النفس، وذلك عن طريق مقاطع الفيديو الخطيرة، أو الرقص أمام القطارات، وربما يصل الأمر إلى التلذذ بتعذيب الناس الذي يعرف بالسادية، وفي حالة فشلوا في الحصول على هذا، ربما يدخلون في نوبة اكتئاب ممزوجة بالقلق والتوتر".

الدكتور هشام ماجد

كيف تحمي طفلك من المحتوى المبتذل؟

بينما قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية: "التيك توك وباء اجتماعي، وتلوث سمعي وبصري، به من تمثيل، اصطناع وسلب الذات، خاصة لدى المراهقين، بدرجة تدعو للاشمئزاز والحزن، حيث سبب الحرمان من التربية، غرس القيم والتهذيب النفس من قبل الوالدين، بالإضافة إلى افتقاد أساليب التنشئة الاجتماعية الحديثة التي تجعل الوالدين بجانب أولادهما دائمًا".

حنين حسام

وأضاف هندي لـ"القاهرة 24": "هناك بعض الفنانين الذين يجب عليهم غرس القيم، يقومون باستخدام التيك توك، والأطفال يقلدون ويحاكون ما يحدث"، متابعًا: "مستخدمو تيك توك كثر، فهو أكثر البرامج تحميلًا عبر "أندرويد"، والعالم به مليار ونصف مستخدم، والهند بها حوالي 190 مليون مستخدم، أما مصر بها حوالي 7.2 مليار مستخدم كل شهر".

وتابع: "من أكثر الفئات المستخدمة للتيك توك في مصر، الفئات العمرية بين 13 حتى 17 عاما، حيث إن التيك توك بمنزلة إسقاط لفراغهم النفسي والأسري، كما أن عدم وجود رقابة أسرية سبب ما يسمى بالهشاشة النفسية، الوصم الاجتماعي، امتهان الكرامة وحركات مبتذلة، حيث أظهر الاضطرابات النفسية والعورات الاجتماعية".

وأردف: "يعاني مستخدمو التيك توك من النبذ الاجتماعي، لأن هناك فئات ترفض التفاهات، لذا يلجأ المستخدمون إلى الإشادة الوهمية خلف الشاشة". 

وأشار إلى مرض الشهرة التي ظهر في المجتمع بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث قال: "البحث عن الشهرة يتوقف على مجموعة من المعايير، أهمها نمط الشخصية، فهناك شخصية هستيرية تحاول جذب الانتباه وتحب التباهي والظهور، كما تحب الأخبار المثيرة، وهي شخصية استعراضية، لديها ميول للتمثيل وتحب الكذب وتتلون حسب المواقف، ولديها افتقاد عاطفي، وربما تعاني من النبذ الاجتماعي، فتلجأ إلى التعويض من خلال التريند، والبعض مريض بهوس الشهرة، من خلال دافع نفسي بداخله".

الدكتور وليد هندي

ونصح الآباء قائلًا: "يجب أن يكون هناك جرس إنذار أو غزو معرفي لمناقشة سلبيات التيك توك للأولاد، وإبراز النماذج السلبية على التيك توك، وكيف دفعوا الثمن، سواء وصمة اجتماعية أو السجن، ما سبب تقلص فرص عملهم، ويجب ألا ننسى المنظور القانوني، مثل جرائم التحريض على الفسق والفجور وتجارة الأعضاء، بالإضافة إلى تنمية مهارات الذات وممارسة الأنشطة العامة".

ريناد عماد

واستكمل: "يجب على الدولة وضع تشريعات تتطور مع تطورات التكنولوجيا، بعقوبات مغلظة وجرم اجتماعي، وتكون العقوبات اجتماعية وليست قانونية فقط"، مضيفًا: "نتمنى أن تكون هناك تكاتف للرؤى بين جميع الاتجاهات ووسائل الإعلام، وقبل كل شيء التربية ثم التربية".

تابع مواقعنا