وكيل وزارة الإعلام العمانية: قضية سد النهضة وجودية.. ومصر هي العمق الاستراتيجي للأمة العربية (حوار)
- مصر هي العمق الاستراتيجي للأمة العربية ودورها قيادي وريادي
- رهن مصير المنطقة العربية بالإدارات الأمريكية المتعاقبة قاسٍ
- ضرورة وضع تشريعات عاجلة للحصول على حقوقنا في حصة الإعلام العالمي
- حق الإنسان العربي مشاهدة الأحداث الرياضية الكُبرى مجانًا
- قضية سد النهضة ليست سياسية بقدر كونها “وجودية وإنسانية”
- عودة سوريا للجامعة العربية مرهون بإقامة أكبر قدر من العلاقات العربية مع دمشق
- سلطنة عمان لن تتوانى عن دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني
شدد علي الجابري، وكيل وزارة الإعلام العمانية، على ضرورة وضع تشريعات عاجلة للحصول على حقوقنا، في حصة الإعلام العالمي، الذي يتوغل داخل منطقتنا العربية دون ضوابط، ويسحب الكثير حتى من إعلاناتنا الداخلية، دون أن يكون هناك أي حراك، معربا في الوقت نفسه عن سعادته بعودة العلاقات العربية العربية، لا سيما العلاقات المصرية القطرية، مؤكدًا أن هذه الانفراجة ستكون بداية لحلحلة الكثير من الملفات في المنطقة.
"القاهرة 24" حاور وكيل وزارة الإعلام العمانية علي الجابري، على هامش مشاركتة في أعمال الدورة "51" لمجلس وزراء الإعلام العرب، ممثلا لوفد سلطنة عمان في الاجتماع، بحضور بدر بن هلال البوسعيدي، نائب المندوب الدائم لسلطنة عمان بجامعة الدول العربية،
وإلى نص الحوار..
كيف ترون انعقاد دورة جديدة لمجلس وزراء الإعلام العرب حضوريًا في ظل جائحة كورونا؟ وما هي أهم الموضوعات التي تم مناقشتها؟
اجتماع وزراء الإعلام العرب في دورته الجديدة، يُشكل سابقة من حيث الدعوة للحضور لهذا الاجتماع، بعد أن كانت مُعظم الاجتماعات، تتم افتراضيًا في ظل جائحه فيروس كورونا، التي ألقت بالكثير من الظلال على كافة الأصعدة حتى على القرارات التي اُتخذت في السنوات الماضية، ما أدى إلى كثير من التباطؤ في التنفيذ.
كما تم دراسة موضوع الحالة الإعلامية العربية لفيروس لكورونا، والدعوة لبناء استراتيجية إعلامية عربية للتعامل مع مُختلف الأزمات، فعلى سبيل المثال، تم الاتفاق على وضع دراسة للإعلام العربي للتعامل مع الكوارث في قادم الأيام، وتم رفع توصية بهذا الموضوع لوزراء الإعلام العرب لاعتمادها.
إضافة إلى أن هناك أجندات ثابتة على جدول أعمال وزراء الإعلام العرب، أبرزها القضية الفلسطينية، كذلك التحرك الإعلامي العربي في الخارج، وتوحيد الجهود العربية للمشاركة في المنصات الإعلامية العالمية ومنصات المعلومات مثل (جوجل، تويتر، فيسبوك) لتبني استراتيجية عربيه، تتناول حقوقنا كمنطقة عربية كبيرة وسوق كبير لم يأخذ حقه من هذه المنصات، فهناك دول عالمية كبيره اتخذت قرارات بتشريع قوانين لحماية الإعلان الوطني لديها، كما أن تلك الاستراتيجية تتبنى أيضًا صناعة محتوى عربي يعني بالحضارة العربية وتقديم الصورة المُشرقة للإنسان العربي، ويهتم أيضًا بالقضية الفلسطينية ويُبرز الكثير من الجوانب التي تحاول بعض شبكات الأخبار والمعلومات التضليل بشأنها.
وتم التركيز أيضًا على المحتوى الذي يقدم للطفل على الإنترنت، وبحث تقديم محتوى توعوي للأسرة التي تعد المسؤول الأول عن أطفالها، والتي بدورها تكون مسؤولة عن تقييم المحتوى المناسب على الإنترنت.
موضوع الطفل في غاية الأهمية نظرًا لتعدد المُحتويات المقدمة على الإنترنت واختلاف معظمها مع ثقافتنا.. كيف ترون حلول هذه الإشكالية؟
يجب أن يكون هناك قوانين لشركات الاتصالات لتقديم باقات آمنة للأطفال من حيث المحتوى حتى نستطيع مراقبة ما يستقبله أطفالنا، وهناك توصية تم رفعها لوزراء الإعلام العرب.
هل تم مناقشة حق الإنسان العربي في مشاهدة الأحداث الرياضية الكُبرى مجانًا؟
هذا الأمر مطروح في جامعة الدول العربية منذ فترة، وكان اتحاد إذاعات الدول العربية يسعى إلى كسر الاحتكار، وإتاحة مُشاهدة بعض المناسبات بالمجان، إلا أنه لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الأمر، على الرغم أن كثير من الدول الكبرى اتخذت موقفًا مع شبكات التشفير بعدم أحقية تلك الشبكات في تشفير بطوله أممية تشارك فيها مُنتخبات وطنية، ومن ثم حِرمان المواطنين البسطاء من المتابعة.
هل ترى أن الإعلام العالمي انقض على حقوق الإعلام المحلي؟
ما زلنا نحتاج الكثير من التشريعات للحصول على حقوقنا في حصه الإعلان العالمي الذي يتوغل داخل منطقتنا العربية دون ضوابط، ويسحب منا الكثير حتى من إعلاناتنا الداخلية دون أن يكون هناك أي حراك، وبالتالي لابد من وضع استراتيجية، واتخاذ قرارات عاجله لوضع قوانين وتشريعات تحمي المواطن العربي وحقوقه في إعلانه المحلي.
كيف ترون دور الإعلام العربي في تناول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة؟
الإعلام العربي في الأحداث الأخيرة، قام بدور كبير جدًا على كافة المُستويات، والتغطية كانت واسعة، ووصلت إلى مُختلف قارات العالم، وكان هذا الدور محل إشادة في اللجان العاملة ضمن مكتب وزراء الإعلام العرب.
هل تناول الاجتماع موضوع سد النهضة والتعنت الإثيوبي تجاه مصر والسودان؟
هذا الموضوع لم يُطرح في الاجتماع، ربما لأن هذا الملف يهتم به وزراء الخارجية العرب، لكن يجب أن تتفاعل كل الفاعليات العربية مع هذه القضية، لأنها ليست قضيه سياسية بل قضيه وجودية وإنسانية، والتأكيد على حق مصر والسودان في هذا الشريان الحيوي وتوجسه للمخاطر المُترتبة على إنشاء هذا السد ما يمثله من تهديد وجودي لهذين البلدين.
فمصر والسودان لم يعترضا على إنشاء هذا السد من مبدأ المعارضة، لكن من مُنطلق المحافظة على حق أصيل في المياه من نهر النيل، ما يمثله ملء السد من مخاطر تضع البلدين في حاله ترقب مُستمرة لحدوث أي كارثة قد تنتج عن إنشاء هذا السد.
كيف تنظرون للعلاقات المصرية العمانية في ظل كل الإشكاليات المُختلفة التي تُواجه المنطقة؟
العلاقات المصرية العمانية ثابتة وتحكمها ثوابت، ودائمًا في عمان نؤكد التزام السلطنة بالتعامل مع هذه الثوابت، فالأشخاص يتغيرون لكن تبقى الثوابت في المنطلقات والتوجهات والرؤي السياسية.
ففي عمان ومصر، كان على مدى الزمان لديهما توافقًا في الرؤى بكثير من القضايا سواء على المستوى العربي والعالمي، كما أن عمان منذ البدايات الأولى لعصر النهضة في حكم السلطان قابوس، كانت تؤمن بأن مصر هي العمق الاستراتيجي للأمه العربية وأن الدور المصري هو الدور القيادي والريادي لهذه المنطقة، وما تقوم به عمان من تأييد للدور المصري هو إعلاء لهذا الدور، فمصر بلد عربي كبير وستبقى هذه المكانة.
“العلاقات المصرية العمانية” في عهد السلطان هيثم بن طارق، والرئيس عبدالفتاح السيسي، تسير على نفس النهج، وتتطور وفق المعايير السابقة، ومازال الإعلام المصري داعم لمسارات النهضة العمانية، ويتناول مُختلف أوجه الحياه في عمان، وكذلك نحن في السلطنة نفرد مساحات إعلامية تليق بما يهم مصر وإبرازه، وحينما نفحص الماده الإعلامية المنشورة عن عمان في وسائل الإعلام العالمية، نجد دائمًا أن المحتوى الأفضل يأتي من مصر، فالإعلام المصري قادر على أن يصنع الفرق في أي تغطيه إعلامية.
سلطنة عمان تقود وساطة هامة في الملف اليمني، كيف تنظرون لمستقبل هذا الأزمة التي تعد الأسوأ في العالم؟
من الصعب التكهن بأية نتائج في الملف اليمني، لكن هناك جهد عماني صادق للإسهام في إيجاد حل للأزمة، ونحن في السلطنة نستشعر خطر استمرار الوضع في اليمن على هذا الحال، لأنه تحول لوضع إنساني صعب وأوقف الحياة وتطور هذا البلد، وبالتالي مُعالجة هذا الوضع يحتاج صدق في النوايا، والتعامل بجدية مع الحلول المطروحة.
عمان لم تكن طرفًا في القضية اليمنية، ورأيها دائمًا يقوم على مبدأ أنه لا يمكن حل مُشكلة وأنت طرف فيها، فالبُعد عن هذه المشكلات يعطي مساحة جيده للتفكير، والمساحة في التدخل بحيادية، وهذا أبرز نقطة ينطلق منها الدور العماني في الأزمة اليمنية، والآن على جميع الأطراف أن تغلب المصلحة العليا للشعب اليمني وأن تتجه إلى تخفيف هذه المعاناة وإنهائها.
هل تعتقدون أن الملف السوري سيشهد انفراجة قريبًا، خاصة بعد فوز الرئيس بشار الأسد بفترة رئاسية جديدة؟
أعتقد أن الانفراجة في الأزمة السورية موجودة، فقد بدأت تظهر ملامح لوجود علاقات بينيه لبعض الدول العربية بسوريا، وبعد هذه السنوات الطويلة، ربما ترسّخت قناعة أن ما هو موجود على الأرض السورية يجب التعامل معه، لأنه لم يسقط خلال السنوات الماضية، وعلينا أن لا ندفع الشعب السوري لمزيد من المعاناة، وعلينا أيضًا أن نبحث عن ما يُمكّن الشعب السوري من العودة إلى مُمارسة حياته الطبيعية، وهذا سيتم في حال بدأت الدول العربية بإعادة علاقاتها بسوريا تقديرًا للوضع الإنساني المأسوي الموجود الآن.
هل أوشكت سوريا على العودة إلى جامعة الدول العربية؟
عودة سوريا للجامعة العربية مرهون بعوده أكبر قدر من العلاقات العربية مع دمشق، وهذا بدأ يتحقق في رأيي، ومن الممكن أن تلعب مصر والمملكة العربية السعودية دورًا كبيرا في هذا الجانب.
كيف ترون المصالحة العربية مع قطر بعد فترة مقاطعة امتدت لسنوات؟
شيء مُفرح أن تعود العلاقات بعد فترة من الخلافات البينية الكبيرة، فهذه العودة للعلاقات بها دفع جيد للعلاقات المصرية القطرية، وهذه بداية لحلحلة الكثير من الملفات في المنطقة، فهذه المنطقة لن تكون قوية إلا بوحدة دُولها وتكامل اقتصاديات بلدانها العربية، وقد يكون هناك انفراجة كبيرة في ملفات إقليمية لاسيما مع تركيا وإيران.
الكثير يرى أن أزمات منطقتنا العربية هدأت حدتها بعد قدوم رئيس أمريكي جديد.. كيف ترى هذا الأمر؟
هناك من يدفع الأمور مُتعمدًا لخلق عداوات بين أقطار المنطقة الواحدة، ظنًا منه أنه سيجني ثمارًا من وراء ذلك، لكن في رأيي ربط حالة المنطقة برحيل رئيس أمريكي، ومجيء آخر أمر في غاية القسوة، لأنه يدفع بالإنسان العربي إلى التفكير بأن القرار ليس بيد قادته، وإنما بيد الإدارات الأمريكية المُتعاقبة.