في ذكرى ميلاده.. الأديب يوسف السباعي بين المناصب العسكرية وأعماله الأدبية
في 17 من شهر يونيو عام 1917، ولد الأديب المصري يوسف السباعي، الذي كان أحد الرواد للرواية العربية في العصر الحديث ومن أهم رموز الأدب المصري، حتى رحل عام 1978، تاركًا خلفه تراثًا كبيرًا من الأعمال الأدبية التي تحتفظ بمكانتها بين الكثير من القراء حتى يومنا هذا وبعد مرور 43 عامًا على وفاته.
حياة يوسف السباعي
وُلد يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي في حارة الروم في حي السيدة زينب، ووالده هو الأديب محمد السباعي الذي كان من رواد النهضة الأدبية الحديثة في مصر الذي وفاته المنية عندما كان الصبي في عمر الـ14، ما أدخله في حالة نفسية مضطربة لمدة عام كامل؛ مستنكرًا فكرة موت أبيه.
إجادته للرسم كانت هي نقطة الانطلاق وبزوغ حياته الأدبية، حيث كان يعد لمجلة مدرسية يكتبها ويرسمها عندما كان طالبًا في مدرسة شبرا الثانوية، ونشر فيها أول قصة يكتبها وهو في عمر الـ17، بعنوان "فوق الأنواء"، لتليها قصته الثانية "تبت يدا أبي لهب وتب" التي تم نشرها في مجلة "مجلتي" عام 1935.
تزوج من ابنة عمه دولت طه السباعي، بعد قصة حب طويلة نشبت منذ طفولتهما، وكان ينعيها بـ"مخضوضة هانم"، وذلك بسبب خوفها الشديد عليه، وفي إهداء إليها قال يوسف السباعي في إحدى كتاباته: "إلى أحب من أوفى وأوفى من أحب".
حياته العسكرية
في عام 1935، التحق السباعي بالكلية الحربية وترقى إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة، وبعد تخرجه من الكلية الحربية عام 1937، تم تعيينه في سلاح الصواري وأصبح قائدًا لفرقة الفروسية، وعمل في مجال التدريس في الكلية الحربية بسلاح الفرسان، وأصبح مدرسًا للتاريخ العسكري بها عام 1943، كما تم تعيينه مديرًا للمتحف الحربي عام 1949، وظل يتدرج في مناصب عدة حتى وصل إلى رتبة عميد، جامعًا بين حياته العسكرية وعالم الأدب الذي غرز فيه في منتصف الأربعينيات.
المناصب الأدبية
شغل الأديب يوسف السباعي منصب "سكرتير عام المحكمة العليا للفنون" و"السكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروآسيوية" في عام 1959، وتولى رئاسة تحرير مجلة "آخر ساعة" عام 1965.
عيّنه الرئيس محمد أنور السادات وزيرًا للثقافة عام 1973، كما اختير نقيبًا للصحفيين المصريين في عام 1977، وفي عام 1976 حصل على عضوية في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام.
وكان السباعي عضوًا في نادي القصة ورئيسًا لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وأطلق عليه توفيق الحكيم لقب "رائد الأمن الثقافي"، وذلك بسبب الدور المهم الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ونادي القصة وجمعية الأدباء.
أعماله والجوائز التي حصل عليها
قدم السباعي 22 مجموعة قصصية و16 رواية آخرها "العمر لحظة" عام 1972، ونال عديدًا من الجوائز والأوسمة خلال مشواره الأدبي، ومنها جائزة الدولة التقديرية في الآداب الذي رفض استلامها آنذاك لكونه وزيرًا، ووسام الاستحقاق الإيطالي برتبة فارس وجائزة لينين للسلام 1970.
بالإضافة إلى وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي "رد قلبي" و"جميلة الجزائرية" في عام 1976.
وفاته
في صباح يوم 18 فبراير من عام 1978، اغتيل يوسف السباعي على يد قاتلين عن عمر ناهز الـ60 عامًا، في قبرص أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمرًا آسيويًا أفريقيًا بأحد الفنادق، حيث أثرت تلك العملية على العلاقات المصرية القبرصية، ودفعت السلطات المصرية لإرسال وحدة عسكرية مصرية خاصة للهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض على الجناة دون إعلام السلطات القبرصية.
واحتجز القاتلان نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر كرهائن مهددين بقتلهم، في حال لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهم بنقلهما جوًا خارج البلاد، وهو الطلب الذي قوبل بالموافقة من قبل الحكومة القبرصية التي قررت إقلاعهما على طائرة من مطار لارنكا خارج البلاد، ما أسفر عن حدوث مواجهة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلى مقتل عدة أفراد القوة المصرية.