في ذكرى تولي محمد علي حكم مصر.. روايات تناولت حياة وحكم الباشا
تحل اليوم ذكرى تولي محمد علي باشا حكم مصر عام 1805 بعد أن بايعه الشعب ليكون واليًا على مصر، وهو الحكم الذي استمر حتى عام 1884.
الأدب (الرواية) لم يكن بعيدا عن التعرض لفترة حكم محمد علي، وفيما يلي بعض الروايات التي تناولت محمد علي.
"مفازة العابرين" لناصر خليل
هي رواية صادرة حديثا عن منشورات إيبيدي للنشر والتوزيع وهي تتحدث عن مكان هامشي في قرية السلامية في فترة حكم محمد علي الكبير وإبان ثورة أحمد البغدادي وهروب الثائرين إلى الجبل وإنشاء مجتمع جديد "ميت الشوم"، والتي صارت مأوى لكل شخص يفر من ظلم أخيه الإنسان أو قسوة الحياة، فنجد نماذج من كل مكان مثل "فطوم الدارفورية - مازا الشركسية - يونس الزبيدي- دياب البليحي- حسن دياب- الرجيّل – الحاج الديك – حفيظة الحاوي- حسنية الزين- القسيس "بنامين حنا"- الشيخ غريب - سيد أبو فهيمة" وكل منهم يحكي قصصه ومآسيه في الحياة ويسردون تفاصيل حياتهم في ميت الشوم.
ويتعايش هؤلاء مع بعضهم في مكان واحد حيث يجتمع "القاتلُ واللصُ وقاطعُ الطريق وتاجر الممنوعات ومُطالب لثأر أو هاربة من قتل لفقد شرفها أو عبد هارب أو جارية هاربة طلبا للحرية، عاهرة، وقليل من الودعاء الطيبين الذين أضاعوا حلمهم في الحياة وعاشوا جنبا إلى جنب دون أن يسأل أحدُ أحدًا عن ماضيه أو سبب مجيئه إلى "مِيِتْ الشٌّومْ" وكأنه عُرف أو ميثاق غير مكتوب للعيش المشترك".
البهيجي لمصطفى البلكي
وتتناول الرواية فترة مهمة من تاريخ مصر بين عامي 1822 و1823 من خلال فكرة التجنيد، وتكوين الجيش الذي كونه محمد علي باشا.
تبدأ الأحداث بهجوم إحدى فرق الأرناؤوط على قرية بهيج إحدى قرى أسيوط، ليجد أهلها أنفسهم أمام واحدة من أكثر المشاكل تعقيدا ألا وهي لعبة الطموح والمقامرة التي رغب فيها الباشا فيُجبر أهل بهيج على العيش مع واقعين واقع الوجع وواقع الحلم الذي تنبعث منه رائحة الألم فيذهب كل واحد منهم إلى فضاء يخصه ومع هذا الوجع فإن الحياة تحيك لكل واحد منهم ترنيمة خاصة من خلال من خلال مفردة من المفردات: الحب، الثورة، التمرد، الهروب، فيوجد المنعطف الذي يطور الأحداث.
والروائي مصطفى البلكي صدر له من قبل روايات: تل الفواخير، بياع الملاح، طوق من مسد، سيرة الناطوري، نفيسة البيضا، قارئة الأواح، ممرات الفتنة، جلنارة حمراء، سيدة الوشم، وبيت العدة والكرباج.
الأزبكية لناصر عراق
وهي رواية تاريخية تنطلق فيها الأحداث من يوم تولي محمد علي حكم مصر بعد خروج الحملة الفرنسية خلفا لخورشيد باشا، ثم تعود الرواية للوراء حتى، وتسلط الضوء على الثورة الفرنسية والأحدث التي تلتها حتى عام 1805.
وتطرح الرواية سؤالا مهما وهو هل من حق محمد علي أو غيره من غير المصريين تولي حكم مصر، وتصل بنا إلى حقيقة مهمة وهي أن من يجب أن يحكم مصر ينبغي أن يكون مصريا.
دار العشاق لناصر عراق
وهي الجزء الثاني من رواية الأزبكية وهي تتكئ إلى واقع تاريخي هو سيرة محمد علي باشا، وتبدأ الأحداث عقب مذبحة القلعة التي جرت في مطلع مارس من عام 1811، والتي أمر فيها محمد علي باشا، والي مصر آنذاك، بقتل نحو 450 من المماليك في ليلة واحدة، لترصد بعدها العلاقات بين الشعب المصري ومحمد علي من جهة، وبينهم وبين الأجانب المقيمين في مصر من جهة أخرى، من خلال مشاهد سريعة تمتد حتى 1816 حين قرر محمد علي باشا إرسال ابنه إبراهيم باشا إلى أرض الحجاز لمحاربة الوهابيين تنفيذًا لأوامر السلطان العثماني.
رواية "جنة خانة"
وهي رواية تعود بنا إلى أحداث تاريخية تخص فترة قدوم محمد علي إلى مصر، وقبل توليه الحكم وتقدم الرواية قصة نشأة محمد علي باشا، منذ صباه وحياته في بيت أبيه المسمى "جنة خانة" أو بيت الجنة، ومراحل حياته بعد انتقاله إلى بيت عمه وقصة زواجه ورحلته إلى مصر للمشاركة في حملة الحرب ضد الفرنسيين، وقصة صعود محمد علي بمعاونة الشعب على الوصول إلى كرسي الحكم، لتصبح مصر بعدها هي بيت الجنة التي قرر أن يعيش فيها ويحكمه هو وأبناؤه من بعده.
ويغوص الكاتب، داخل شخصية محمد علي الإنسان والمحارب ليكشف جوانب جديدة ربما كانت مجهولة عن الرجل حكم وأسرته مصر نحو مئة وخمسين عاما.