باحث سياسي: مصر تبذل كل الجهد لإزالة أي عراقيل تمنع إجراء الانتخابات الليبية (خاص)
قال عبد الستار حتيتة، الباحث المتخصص في الشأن الليبي، إن المشكلة الرئيسية التي تواجهها دولة ليبيا هي وجود محاولات إغراء من بعض الدول للحكومة لعقد اتفاقيات اقتصادية وعدم التركيز على الملف الأمني، فهذا الملف هو الذي سيؤدي إلى الاستقرار السياسي من خلال تفكيك الميليشيات وخروج المرتزقة وتوحيد المؤسسات وبالأخص المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وأضاف حتيتة في تصريح لـ "القاهرة 24"، أن إدارة الملف الليبي أصبح أمر في غاية الصعوبة بسبب أطماع الدول الخارجية في المنطقة سواء كانت أوروبية أو غير ذلك، فمعظم هذه الدول تتعجل الحصول على الثروات الليبية قبل أن يتحقق الاستقرار، لذلك تتدخل القيادة السياسية المصرية دائما لتصويب مسار التنمية الليبية، حيث أن هناك صراع بين إيطاليا وفرنسا، وبين تركيا وفرنسا، وهناك وجهة نظر أمريكية وأطماع روسية، كل هذه الدول وغيرها تتصارع للحصول علي موضع قدم داخل ليبيا.
وأوضح حتيتة أن مصر تحاول تذكير المجتمع الدولي والأطراف المختلفة المعنية بالشأن الليبي، بأنه لابد من التركيز على المسارات التي تؤدي إلى استقرار الدولة الليبية قبل أي مسارات أخرى حتى وإن كان المسار الاقتصادي، حيث أن الاستقرار الأمني هو الأساس لجذب الاستثمار الخارجي.
وتابع: “لا مانع من أن هناك بعض الدول بما فيهم الدولة المصرية يمكن أن تتشاور مع الحكومة الليبية لتفعيل اتفاقيات قديمة أو تنظيم العمالة وإعادة الإعمار والتفهم حول المستقبل، ولكن ليس الآن، لأن المرحلة الحالية هي مرحلة توحيد المؤسسات والإعداد لانتخابات 24 ديسمبر وعدم الانحراف عن هذا المسار”.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تحاول بذل كل الجهد المتاح لمقاومة الضغوط التي تمارسها بعض الدول لوضع عراقيل تمنع اجراء الانتخابات الليبية بموعدها المحدد في شهر ديسمبر المقبل، فالقاهرة تعمل على وضع الدول المختلفة أمام مسئولياتها خاصة قبل مؤتمر برلين المقبل لكي يتم التركيز على المسار الأمني والسياسي لتوحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات.
