"أم رحيل".. قصة كفاح سيدة حاربت الظروف بجمع الخردة على تروسيكل لإعالة أطفالها
تنسج من خيوط الألم، أملًا أمام طفلتيها اللتين لم تكملا عقدهما الأول؛ لتمتهن "أم رحيل" بالأقصر جمع الخردة من خلال تروسيكل، لتخرج من رحم معاناتها صبرًا يمدها بالقوة في مواجهة الأيام الصعبة بعد انفصالها عن زوجها منذ 5 سنوات.
تقول أم رحيل، “كنت قبل كام شهر بلم الخردة في شوال، وأفرزها وأبيعها في نهاية الشهر، لكن حاليًا بخرج كل يوم بالتروسيكل الصبح، ومعي ابنتاي رحيل وسهر، تساعدانني في جمع الخردة لبيعها لنعيش مما أجمعه منها”.
وتضيف؛ “أحد أبناء جيراني علمني قيادة التروسيكل وما زلت بتعلم”، مشيرة إلى أن يومها في العمل يبدأ من بعد صلاة الفجر؛ ويستمر حتى نهاية النهار، على مراحل مختلفة، فتارة تخرج لجمع الخردة وأخرى تخرج لبيع مكانس صُنعت من جريد النخل لتبيعها لربات البيوت، وتستمر هكذا على مدار الأسبوع بشكل متتالي.
وتتابع أم رحيل: “أمنيتي أن أستغل أمومتي في تربية بناتي تربية سليمة، أستطيع أن أجلس معهما وأحضر لهم الطعام الذي يشتهوه، لكن أنا يومي كله رايح في الشغل علشان أقدر أعيشهم ولا نحتاج لأحد”.
وتستكمل “لم يكن لدي أي مصدر دخل من التضامن، فحتى معاش المطلقات لم أصرفه، وحتى والدي المسن لم يحصل على معاش، بل أنا من أساعد والدي ووالدتي المريضة بالزهايمر في المعيشة”، مشيرة إلى أنها هي من تسدد إيجار المنزل الذي يقيمون به.
ووجهت قائدة التروسيكل عبر “القاهرة 24”، مناشدتها لرئيس الجمهورية بتوفير منزل يؤويها وأسرتها، ومهنة تستطيع من خلالها أن تنفق على أسرتها وهي مطمئنة، لافتة إلى أنها تعاني من وجود فتق وضعف في إحدى عينيها، وهو ما يسبب لها قلقًا من أن تهدر صحتها في تلك المهنة الشاقة ولا تستطيع أن تنفق على أسرتها خاصة أنها هي العائل الوحيد لهم.