في عيد ميلاد روقة.. حلم كل رجل شرقي وغربي
لم تكن تدري هذه النجمة الجميلة الرقيقة أنها في يوم من الأيام ستصبح أيقونة من أيقونات الجمال في تاريخ السينما المصرية وتلعب دورًا مؤثرًا في فيلم {العار} 1982، وبرغم صغر حجم الدور، وأن الفيلم يتقاسم بطولته ثلاثة نجوم كبار، والدور النسائي في هذا الفيلم ليس محوريًّا، فإن دورها كُتب له الخلود والمجد، بل وأصبح تريند طوال الوقت على صفحات السوشيال ميديا.
وبرغم اعتزال نورا الفن في ديسمبر 1991، أي منذ ثلاثين عامًا، وهي في أوج شبابها ومجدها الفني، وبرغم ما قدمته من أكثر من 50 فيلمًا سينمائيًّا أمام كبار النجوم، وأكثر من 20 مسلسلًا تليفزيونيًّا وخمس مسرحيات وعشر مسلسلات إذاعية، وبرغم تميزها في أفلام مثل {هكذا الأيام والندم وغاوي مشاكل وضربة شمس والغيرة القاتلة وعنتر شايل سيفه ولكن شيئًا ما يبقى وأربعة في مهمة رسمية وجري الوحوش والكيف وصراع الأحفاد والمليونيرة النشالة وخيوط العنكبوت ونهر الخوف والشياطين وتل العقارب}.
برغم كل ذلك فإن دورها في فيلم {العار} له وضع خاص.
ويُذكر أن الدور كان من نصيب النجمة مديحة كامل، ولكنها اعتذرت عنه لصغر حجمه، ولكون البطولة المحورية للرجال، ثم عرض على نورا التي رحبت بالدور، وتم تصويره في ثلاثة أيام فقط، وحصلت بدورها فيه على خمس جوائز منها ثلاث جوائز دولية.
حتى إن ناقدًا أوروبيًّا كبيرًا تقدم للنجم نور الشريف للزواج من نورا، وكان مستعدًّا لأن يُشهر إسلامه من أجل الزواج من روقة، وأن يصفي أعماله في أوروبا ويعيش معها في مصر.
وعندما سأله النجم نور الشريف عن السبب في هذا الزواج، أجاب: إن نموذج هذه الزوجة المخلصة نفتقده هنا في أوروبا، وإن هذا النموذج ليس حلمًا من أحلام الرجل الشرقي، بل هو حلم بالنسبة لنا هنا في أوروبا، بل ونتمناه أكثر منكم.
فقام النجم نور الشريف بعرض الأمر على نورا، التي رفضت هذا العرض بحجة أنها لا تستطيع أن ترتبط إلا برجل مصري.
وكان شهود هذه الواقعة المخرج الكبير علي عبد الخالق مع السيناريست محمود أبو زيد رحمه الله.
ولكن من هي هذه الـ روقة حلم الرجال الشرقيين والغربيين
هي علوية مصطفى محمد قدري المولودة في 18 يونية 1956 في القاهرة، بدأت كطفلة في برامج الأطفال ثم في السينما طفلة أيضًا أمام كبار النجوم والنجمات، مثل دورها في مسرحية {لوكاندة الفردوس} مع أمين الهنيدي.
ودورها طفلة في أفلام مثل:
{وفاء للأبد} مع مديحة يسري وعماد حمدي.
{الاعتراف} مع فاتن حمامة.
{الليالي الطويلة} مع نادية لطفي ومحمود مرسي.
ثم تخرجت من كلية التجارة جامعة القاهرة، وقبل تخرجها قامت بأدوار البطولة في أول فيلم لها كان سيقوم ببطولته عبد الحليم حافظ وسعاد حسني فيلم{هذا أحبه وهذا أريده} 1975 لتقوم ببطولته مع هاني شاكر.
ثم تبناها فنيًا الملك فريد شوقي ليقدم معها عدة أعمال مهمة تؤكد علي نجوميتها { ومضي قطار العمر وهكذا الأيام والندم والفقراء أولادي }
وانطلقت نورا في سماء الفن لتكون إحدى أيقونات سينما الثمانينات، لتقف أمام رشدي أباظة وفريد شوقي وعادل إمام وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي ويحيى الفخراني وسمير غانم وسعيد صالح وصلاح السعدني وسمير صبري.
وتكوّن ثنائيًّا فنيًّا مع زوج شقيقتها الكبري بوسي النجم الكبير نور الشريف، في أكثر من عشرين عملًا فنيًّا ما بين السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة.
و تتوالى أعمال نورا الفنية حتى أصبحت إحدى أيقونات سينما الثمانينيات، بل وتفوز بلقب ملكة جمال السينما المصرية في استفتاء قامت به مجلة الموعد في عام 1981 حتى عام 1985 ويطلق عليها النقاد لقب “الزوجة المثالية في السينما المصرية”.
إلى أن تعتزل الفن في مطلع عام 1992 وتتفرغ للعبادة والتقرب إلى الله، تاركة المجد والشهرة والاسم الفني الكبير، ومع ذلك لم نر أو نسمع منها أي شيء يُسيء للفن، بل على العكس تمامًا ظلّت وسط الأسرة الفنية لا تفارقهم ودائمًا ما نرى صورها معهم في احتفالاتهم العائلية المختلفة، وتعتز جدًّا بتاريخها الفني الحافل.
وسواء كانت روقة أو نورا تلك المرأة التي ملكت القلوب وأثارت الجدل، واهتم بها النساء والرجال، فستظل أيقونة الجمال والرقي والاحترام، وتظل صورة جميلة في قلوبنا وأذهاننا.
وها هي اليوم تحتفل بعيد ميلادها الـ 65، ندعو لها بوافر الصحة والعافية والسعادة كما أسعدتنا.